اليوم الاول

القديس يوسف البتول قدوة الكهنة

لا نخال احدًا من المسيحين يجهل الشرف السامي الذي احرزه القديس يوسف البتول بمحافظته على حياة السيد المسيح، والمنزلة الرفيعة التي نالها بتبنيه رب الكون وخالقه، فهو مجد المؤمنين عموماً في كل الأزمنة، ومجد الكهنة بنوع خاص.
والبرهان القاطع على صحة هذا الكلام، هو معرفة الوظيفة التي كان يتعاطاها في العالم، وهي: حمل ذلك الحمل الوديع الذي كان مستعداً لأن يضحي بحياته على مذبح الصليب، والمحافظة على حياته الثمينة حباً لخير البشر. فيمكننا والحالة هذه ان نحسب انه قد تشرف بذاك الكهنوت الملوكي الذي يمتاز به الشعب المسيحي بالعهد الجديد.
ولئن كانت مريم العذراء قد صارت مخدعاً طاهرًا ليسوع، وصارت يداها الطاهرتان مهداً لذلك الطفل العجيب، فإن القديس يوسف البتول كان الوكيل الغيور والحارس الامين النشيط لهذا المخدع المقدس، فقد سهر عليه ليلاً ونهارا، محافظاً عليه وعلى شرفه، وحمل على ذراعيه، الوفاً من المرات ربه المتأنِّس.
ولئن كان قد وجد هيكل لمأوى العائلة المقدسة، فيوسف البتول كان رئيس هذا الهيكل والساهر على حراسته.
لئن كان قد وجد مذبح، فلم يكن أحد أقرب اليه من القديس يوسف البتول ولا اكثر منه غيره على زينته، ولم يسهر احد امامه مصلياً من قبل.

وعليه فالقديس يوسف البتول هو قدوة الكهنة، ومنه يجب ان يتعلموا الاحترام والاعتبار والأمانة في خدمة الاسرار وتوزيعها على المؤمنين.
فيا كهنة الاله الحي، الذين تتعاملون معه يومياً بكل دالة، كما كان يتعامل القديس يوسف البتول، وتحملون السيد على ايديكم، كما كان يحمله هو، اقتدوا به وسيروا في خطاه، كونوا نظيره انقياء ، غيورين، حارين في العبادة، تطلعوا في مرآة الكهنوت، النقيّة الصافية، تروا الفضائل التي يجب ان تتحلوا بها، امام القاضي الأعلى في ذلك اليوم الرهيب، وحافظوا بكل قواكم على نقاء حلة الكهنوت المتشحين بها.
ايها القديس يوسف البتول العظيم، اطلب للكهنة قداسة السيرة، ونقاوة الأفكار، ومن ابنك وربك يسوع.

خبر

قد اشتهر يوحنا دي لا سال مؤسس رهبنة الإخوة المسيحين، بتعبده للقديس يوسف البتول منذ نعومة اظافره. ولما اسس هذه الرهبنة، وضعها تحت حماية هذا القديس، ليتعلم الاخوة تربية الشبان من معلم سيدنا يسوع المسيح، وعندما كان المرض ينهك جسمه، كانت نفسه تنمو وتزهو بالقداسة، راضياً بإختيار الله فضيلته، ليزيد بذلك اجره ولفظ اخيرا هذه العبارة الدالة على عظم ثقته بالقديس يوسف البتول: “إني لواثق ان القديس يوسف البتول سينقذني عاجلًا من عبودية مصر ويدخلني ارض الميعاد”، ولما دنا عيد القديس، سأل رهبانه أن يقدموا الذبيحة في ذلك النهار، اكراماً له اسفا اشد الاسف لعدم مقدرته من اقامة الذبيحة الالهية ذلك النهار، فليلة العيد، شعر بأن المرض خفت وطأته، وقواه تشددت، انما ظن هو والحاضرون ان ذلك وهم منه، لشدة رغبته في أن يقدس في ثاني يوم عيد مار يوسف البتول، وصباح العيد، وتأكد أن ذلك لم يكن وهماً بل حقيقة، اذ قام وذهب يقدس وهو ممتلئ صحة ونشاطاً، فتحقق لدى الجميع ان شفيعه القديس يوسف البتول اعطاه شهوه قلبه ليقدس قداسه الاخير يوم عيده. والغريب بعد نهاية القداس راجعه المرض، وبعد ايام قليله فارق الحياة برائحة القداسة وان البابا لاون الثالث عشر احصاه بين عداد القديسين.

اكرام

قدم القداس في مثل هذا اليوم اكرامًا للقديس يوسف البتول

نافذة

يا مار يوسف البتول مثال الكهنة، تضرّع لاجلنا

اليوم الثاني

القديس يوسف البتول قدوة الحكام

ان كل سلطة هي من الله، ولا تكون السلطة اصلية صالحة في احكامها، عادلة في اجراءاتها، ما لم يكن الله مصدرها، وجارية حسب ارادته القدوسة، و مستعملة في سبيل مجده 
ولا يخفى أن الحكام المسيحيين قد استوحوا شرائعهم من الكتب المقدسة، واتخذوا اساسها عن الكنيسة، وتمشوا بموجبها في جميع اجراءاتهم، واصبح الخضوع لهذه الشرائع واجباً، لأنها مبنية على كلمة الله، وقد اعطتنا الكنيسة نموذجاً للقدوة في شخص القديس يوسف البتول، فهذا القديس الشريف اختاره الله وارسله إلى العالم، كي يستعمل سلطة لم ينلها احد سواه، هي التسلط على ابن الله القدوس المتأنِّس، وهي سلطة تسمو على سلطة الملوك والسلاطين، اذ قد تسلط على الاله بالذات فكان يأمر والله يخضع لأمره، واقل كلمة كان يتلفظ بها هذا النجار الوضيع كانت بمثابة امر سام يمتثله، بسرعة زائدة، الاقنوم الثاني من سر الثالوث الاقدس فمن من الملوك والحكام يفتخر بأنه احرز سلطة مثل هذه السلطة وكان لديه مأمورون مثل الذي كان لدى القديس يوسف البتول؟ 
اجل، لقد احرز القديس يوسف البتول سلطة تامة، بيد انه لم يستعملها حسب هواه و مآربه، ولا بموجب إرشادات عقله، وان يكن خاضعاً لروحه، بل قد استعملها حسب مشيئة الآب الازلي الذي اختاره لهذه الوظيفة، لذلك اضحت سلطته هذه قدوة و مثالاً لكل ذوي السلطات، فقد كان يأمر بكل انعام ونظر وترو، لأنه كان يعلم انه يأمر من كان يجب ان يتفانى في خدمته ويكون اول الملبين لأوامره.
هكذا يجب أن يكون الحاكم المسيحي عارفاً انه عبد الله، واسير لوصاياه المقدسة ومكلف بإقامة مجد القدوس بين خلائقه وانه ان لم يعمل هكذا يكون ظالماً، جائراً، مغتصباً السلطة اغتصابًا.

ولا تكون شرائع الحاكم حقةً ان لم تكن مصدرها سلطة الله العليا وعليه، فالحكام في ايامنا عديدون، ولكن الذين يستمدون سلطتهم وحكمتهم من الله ويستخدمون قوى عقولهم واجسادهم في سبيل مجده، كالقديس يوسف البتول، هم قليلون.

فاطلب، ايها القديس، من الله ان يرسل حكامًا صالحين يسوسون الشعب حسب رغبة قلبه، اذ بدون امثال هؤلاء الحكام يسود في العالم التشويش والقلق والاضطراب!

خبر

جاء في تاريخ الرسالات الكاثوليكية (المجلّد الرابع وجه 54) ان المرسلين قالوا: قضت الحاجة سنه 1880 ان نشيد محلًا لرسالتنا بين موميا وبغمويد، في أفريقيا الشرقية، فذهب اثنان من نهار عيد مار يوسف البتول، دون ان يعرفا اين يذهبان، ولا اين يشيدان هذه الرسالة الجديدة، ولكنها وضعا خطوتهما الاولى تحت رعاية القديس يوسف البتول، قاصدين أنهما لا يزالان مسافرين الى ان يوحي اليهما بالمحل المقصود. فوصلا الى بلاد ندوي التي لم يدخلها اوروبي قط، وكنا نسمع عنهم انهم يلتذون بأكل البشر، لكنهما لم يصابا بشر، وهرجا يسألان القديس يوسف البتول ان يهديهما الى المحل الموافق لعمل الخير مع اولئك البرابرة، الى ان وصلا نهار اربعاء الآلام الى بيت احد زعماء هؤلاء، وما وقع نظره عليهما، حتى ظهرت عليه علامات الدهشة وصرخ قائلًا : “هؤلاء هم بذاتهم”، وبعد ان تفرس فيها زمانًا، استدعى قومه وقال لهم: “هؤلاء هم الذين اخبرتكم عنهم في الصباح” ، وقال لهما: “الليلة الماضية بينما انا مستغرق في نومي، اذا بشيخ جليل يحركني بكتفي قائلا : “غدًا يصل اليك رجلان من البيض، فاستقبلهما حسنًا، واعطاهما ما يطلبان”، ثم سألهما الزعيم: “ان بيتي وارضي وشعبي تحت امركما، افعلا ما تريدان” ووضع تحت امرهما عددًا من الرجال، واعطاهما ما يحتاجان اليه من معدات للشغل ومؤن، وابتدآ عملهما شاكرين عناية القديس يوسف البتول فيهما.

اكرام

ضع كل مرؤوسيك تحت حماية القديس يوسف البتول.

نافذة

يا مار يوسف البتول، مثال الحكام، صلّ لأجلنا

اليوم الثالث

القديس يوسف البتول قدوة المتزوجين

لقد انتخب الله سبحانه يوسف البتول البار، ليكون عروسًا لمريم البتول، فتم عقد الخطبة بينهما حقيقة، وارتبط قلبا البتولين به، رغم نذرهما العفة وتكريس قلبيهما إلى الله. 
وقد شاء الله ان يعطي مثالًا صالحًا للمتزوجين الذي يدنسون في بعض الأحيان سر الزواج المقدس، سواء كان بارتباط غير شرعي، ام باستعمالهم عادات مستهجنة تنافي طبيعة هذا السر والغاية الرئيسية من رسمه. 
فانظر ايها المسيحي، الى تينك الحمامتين النقيتين اللتين تجلى فيهما بهاء البتولية الملائكية تحت طي المعيشة العمومية، الاعتيادية، فيا لعظمة مريم و بالوداعة يوسف البتول، لقد ختم الرب ختم الرب على قرانكما، فتلألأ النور الالهي على كل حركة من حركاتكما، وشاءت السماء ان تمنحنا بكما مثالاً يقتدى به، ليعرف البشر كيف تكون المحبة المسيحية الحقيقة بين المتزوجين، التي لا يرذلها الدين بل يعظمها ويشرفها. 
فيا للفرق العظيم بين عيشة يوسف البتول ومريم وعيشة كثيرين من المتزوجين، الذين لا غاية لهم من قبولهم الزواج المقدس سوى الاستسلام الى شهواتهم الجسدية، او نيلهم أرباحًا دنيوية، او غير ذلك من العادات الفاسدة، التي كثيرا ما تؤدي إلى الذل ووخز الضمير! فإن هذه عاقبة من أساء التصرف بزواجه، ونبذ عنه الغاية التي لأجلها فرض الزواج، اذ من الثمرة تعرف الشجرة، ولاريب ان السلام يفارق منازل ذوي المحبة الفاسدة، ويسود مكانه القلق والاضطراب، وينجم عن ذلك طبعًا حدوث ما لا تحمد مغبته، وذلك لأنهم أفسدوا الغاية المقدسة التي لأجلها ترتب هذا السر. 
فبئس هذا الزواج المؤسس على روح العالم، والخالي من روح الله! وتعسًا لذرية منحدرة من والدين تزوجوا زواجًا مغايرًا لإرادة الخالق ومشيئته القدوسة، لأنها تكون مدعاه لخراب المجتمع الانساني في مستقبل الايام. 
ومتى فارقت روح العلي بلادًا، ولم ترفرف على هامة سكانها، يؤثرون اذ ذاك المساكنات الرديئة على الزواج المقدس، فتتزايد الرغبة في سن شريعة الطلاق، مدمرة البيوت وهادمة اسس الراحة العائلية. 
فيا ايها القديس المعظم يوسف البتول خطيب مريم العذراء، وقدوة من حمل أعباء الزواج، أسأل الله ان يقدس هذه الشريعة بين المتزوجين، ليسيروا بموجب متطلباتها بكلّ دقّة، تمجيدًا لله، وسعيا لخير المجتمع، وتأمينًا لخلاصهم الابدي.

خبر

قضت احدى النساء حياة طويلة في سيرة مشكّكة، أخيرًا لبّت صوت ضميرها فرجعت إلى الله بتوبة نصوح، وكانت تعيش مع بناتها الصغيرات من شغل يدها، واذ رأت ذاتها منهوكة من التعب ووقعت تحت ديون، واخذ المضايقون يضايقونها، سخر الشيطان احد الأشقياء ليغربها بوعوده ويرجعها الى عيشتها السابقة، فحارت تلك المسكينة بأمرها ولم تعد تعرف ماذا تفعل: فمن جهة لا تريد أن تخسر نفسها، ومن جهة أخرى يضايقها المضايقون، فأجابت ذلك الشقي: “تعال بعد المهر فأعطيك الجواب”، ثم اجهشت بالبكاء وابتدأت تلطم وجهها قائلة: “يا عروس مريم الطاهرة خلصني” واذ بابنتها الصغيرة تقول لها: “لماذا تبكين يا اماه؟ أتذكرين ان عرابي رجل غني وكريم، وقذ اهداني على رأس السنة هذه اللعبة؟ واطلبي منه حاجتك، على شرط على شرط اذا اعطاك اشتري لي صورة مار يوسف البتول”. فقامت المرأة لساعتها قبل ان يفوت الوقت، وعرضت امرها على ذلك الرجل فقام من فوره ونقدها الفي فرانك، وقال لها: “هذا ليس ديناً بل هو احسان”، ففرحت واي فرح وفي رجوعها اشترت صورة مار يوسف البتول، وقدمتها لابنتها شاكرة لها فكرتها، فقالت لها الابنة: “انظري يا اماه ما هذه الكتابة على الصورة؟”، فنظرت واذ بها تقرأ: “يا ابنتي لا تنسي مقاصدك الصالحة”.

اكرام

اقصد ان تتجنب اسباب الخطيئة اكرامًا للقديس يوسف البتول

نافذة

يا مار يوسف البتول محامي التائبين، صلّ لأجلنا

اليوم الرابع

القديس يوسف البتول قدوة البتولين

اذا كان لسر الزواج المقدس المعقود حسب سنه الله وشريعته المقدسة اعداء كثيرون يقاومونه ويناقضون مبادئه الطاهرة، فللبتولية الاكثر كمالًا اعداء اوفر ولست اقصد هنا بالبتولين من لم يرتبطوا بعد بعقد زواج، وهم يعيشون حسب أهواء العالم وشهوات الطبيعة، بل اولئك الذين كرسوا ذواتهم بنذر لخدمة الله بطريقة أكثر كمالًا. 
لقد ابعد الشيطان والعالم والجسد كثيرين عن التقيد بسر الزواج، وهم يبذلون أيضًا غاية جهدهم لإقصاء كثيرين عن التبتل حسب مشورة الانجيل، فاستعملوا لذلك وسائل عديدة، فقد بذروا محبة الحرية الفاسدة، والأحاديث الباطلة ؛ وقراءة الروايات الخلاعية، في قلوب الشبان، فأمسى هؤلاء من جراء ذلك يحسبون حفظ البتولية من أصعب الصعاب، بل من الامور المستحيلة على الطبيعة البشرية. 
لذلك، شاء الله الابن ان يظهر للعيان شرف البتولية وسموها بعد ان كانت غامضة، حتى عند الشعب المختار، وذلك بشخص ابيه بالتبني، اعني القديس يوسف البتول، وقد ظهرت هذه الفضيلة ساطعة البهاء من وراء حجاب اقترانه بمريم العذراء، فكان بذلك مثالًا لعدد كبير من الشبان والشابات، الذين كفروا بالعالم وكرسوا ذواتهم لخدمة الله بأفضل طريقة، وكان بيت الناصرة اصل هذه الدعوة الشريفة، و اول بيت حفظت به البتولية، ومنه تشعبت بقية الأديرة، حيث يأوي اليها كثير من الشبان والأرامل تفرّغًا للكمال المسيحي، نائين عن مكايد الشيطان والعالم والجسد وبعيدين عن احابيل الشر والفساد.
فوجهوا إذا انظاركم ايها المسيحيون الى مثال الكمال اي القديس يوسف البتول. اما انتم يا من عاهدتم ربكم بحفظ البكارة بموجب نذر مقدس فتعلمون كم يلزمكم من شديد المحافظة على الآداب، لئلا يعطب بلور طهارتكم السريع العطب، وكم يجب عليكم ان تصونوا فيكم الإناء الخزفي الحاوي دُررًا غوالٍ، وجّهوا انظاركم الى ذلك المثال القويم تتشدد عزائمكم، وتتقوم خطواتكم، وتفوزوا في جهادكم، ويجعل ذلك القديس مصباح بتوليتكم دائم النور، واكليل نقاوتكم الذي ستكللون به في الفردوس ناظرًا زاهيًا لا يذبل، فيا ايها القديس يوسف البتول الكلي الطهر تضرع لدى الله الذي لأجل الذين كرسوا ذواتهم لخدمته تعالى، صيانة البتولية واجعلهم يقتنون بقداستك وطهارتك، فائدةً لنفوسهم.

خبر

ان حنة لوراك ابنه أحد المحامين في مالينا، شقيق قديس الرهبنة اليسوعية يوحنا بركمنس، كانت ذات عبادة حارة نحو القديس يوسف البتول، لا بل ناشرة راية العبادة له، وقد استحقت نعماً جزيلة بشفاعته. فهذه كانت مزدانة بمواهب طبيعية، فائقة، وكانت نفس خادم البيت تحدثه بالسوء فاختبأ في محل ذات ليلة اتماماً لرغبته القبيحة، وصادف ان العائلة ذهبت إلى اتمام فروضها الدينية، صباح أحد الأعياد، وتركوا حنه لحراسة البيت، وما كادوا يخرجون من الباب حتى وثب عليها ذلك الذئب الخاطف وزاودها على عفافتها، فصرخت البتول بأعلى صوتها: “يا مار يوسف البتول خلصني، يا بتولًا نقيًّا ساعدني” وللحال حل بذلك التاعس الشلل التام، وجمدت رجلاها في الارض لا تستطيع الحراك، وصاح قائلًا: “ماذا تريدين ان تفعلي بي؟” فحنه عندما استفاقت لذاتها، وعرفت انها تحت حماية القديس يوسف البتول، افتكرت أوّلًا في اكتساب ذلك النفس لله وان لا تعلم اباها بماذا جرى، وعزمت ان تدخل الرهبنة محافظة على نقاوة قلبها، فشكرًا لله وللقديس يوسف البتول الذي اولاها الظفر في المعركة الهائلة.

اكرام

ضع فضيلتك في حمى القديس يوسف البتول

نافذة

يا مار يوسف البتول، محامي الطهارة، صل لأجلنا

اليوم الخامس

القديس يوسف البتول مثال الآباء

انه لأمر خطير جداً ان يدعو الله رجلاً ليكون اباً لأعضاء عائلة، دعوا إلى الخدمة في هذا العالم، والى السعادة في العالم الآخر، وان وظيفة الأبوة السامية الجديرة بالاحترام، تخسر شرفها وسموها ان لم تكن وفقاً لإرادة الله وحسب مشيئته القدوسة، ومثال الابوة السامي لمن يرغبون في ان يكونوا اباء حقيقيين، هو القديس يوسف البتول، فانه وان لم يكن ابا طبيعياً ليسوع المسيح المولود من مريم العذراء بقوة الروح القدس، فقد كان له ملء السلطة الأبوية عليه، مع مريم العذراء، ويسوع المسيح لم ينكر عليه هذا الحق بل قد دعاه به مراراً عديدة، وبهذا الاسم عرفه الجمهور، فكانوا يدعونه ابن النجار، وبهذه الصفة كان يوسف البتول يأمر يسوع، ويسوع يلبي الاوامر سريعاً، كان القديس يوسف البتول يكسب ليسوع الخبز اليومي بعرق جبينه، ويسوع كان يساعده في اشغاله، في صناعة النجارة، فلو كان الآباء يسيرون حسب مثال يوسف البتول وينهجون نهجه لكانوا جميعاً سعداء في الدارين. 
اما الاب الذي يترك ولده وشأنه، غير مكترث لأمر تثقيفه وخلاصه، ويدعه يعاشر من يشاء، يخرج من البيت ويعود اليه متى اراد فهو يجني على ولده وعلى نفسه، ان الطفل هو تلك الوديعة الثمينة التي اودعه الباري اياها ليعتني بها، واي وديعة ياترى اثمن من وديعة الطفل؟ انها تحتاج إلى سهر والى عناية والى بذل متواصل إلى ان يبلغ الطفل نضجه الانساني والروحي. 
واننا نأسف اسفاً كبيراً لوجود عدد كبير من الوالدين، في ايامنا يتمشون مع اولادهم على خط منحرف، فلا يبدون أدنى اهتمام بفلذات اكبادهم خاسرين بذلك شرف الوظيفة التي انتخبهم الله اليها، ليفهموا انهم آباء وان من واجباتهم ليس فقط الاهتمام بحاجيات ابنائهم الزمنية، وتأمين مستقبلهم، بل عليهم من باب الاولوية ان يعتنوا بأمر خلاصهم الابدي، ويكونوا قدوة صالحة لهم بحسن آدابهم واعمالهم. 
فيا ايها القديس، أبتهل إلى ابنك يسوع بشأن الوالدين والأولاد الذين يستاقهم العدو في طريق الهلاك، واطلب لهم القوة كي يتنسى لهم النجاة.

خبر

اخبر الاب يوحنا دالوزا، في كتابه عن ( محبة القديس يوسف البتول)، ان احد الفرسان كان صادق العبادة لهذا القديس الجليل، وكان يحتفل بعيده كل سنه على ما عظم من الورع، وكان لهذا الفارس ثلاثة صبيان، فحدث ان مات أحدهم يوم عيد القديس يوسف البتول، ثم مات الثاني في السنة التالية يوم العيد نفسه، فحزن هذا الرجل جداً وهرب من بيته إلى البرية، وهو في قلبه يلوم القديس يوسف البتول على هذا التصرف معه، وكان يخشى ان يلحق الثالث اخويه في السنه المقبلة، وفيما هو سائر في القفر، رأى شجرة معلقاً بها شابان مشنوقان فتفرس بهما فعرف فيهما هيئة ولديه، وفيما هو متحير ظهر له ملاك الرب، وقال له ( لو عاش ابناك الى هذا السن لماتا مشنوقين، وكانا عاراً لبيتك وهلكا الى الأبد فبشفاعة القديس يوسف البتول خطفهما الله قبل الأوان لئلا يغير الشر عقلهما، فواظب على عباده القديس يوسف البتول وعلى التعييد له، وكن متيقناً ان كل ما يأتيك من الله بشفاعته يعود لخيرك وخير عائلتك)

اكرام

اعتمد كل الاعتماد على حماية القديس يوسف البتول

نافذة

يا مار يوسف البتول، مثال الاباء وحارس البنين، صل لأجلنا

اليوم السادس

تأمل في القديس يوسف البتول بن داود

الله وحده هو العظيم. وما من عظمة حقيقية على الارض الا تلك التي مصدرها منه. فالعذراء مريم ومار يوسف البتول لم ينالا هذا الشرف الوسيم من اجدادهما فقط بل نالاه من سمو علائقها بالله. فيسوع هو الذي رفع منزلتهما فوق كل ريعة بصيرورته ابنا لهما. فماذا يهمنا معرفة اجدادهما والتنقيب على سلالتهما المجيدة في سابق الأجيال؟ إن الانجيل المقدس اشار بوجيز الكلام الى منزلتهما السامية بقوله : يوسف البتول رجل مريم التي منها ولد يسوع المدعو المسيح ثم يضيف بان كليهما كانا من ذرية داود الملك. ويسوع نفسه رضى بان يدعى ابن داود وبهذا الكنية ايضًا خاطب الملاك في الحلم القديس يوسف البتول عندما هدأ قلقه واطلعه على سر التجسد الذي تم في حشا خطيبته البتول .
لابد لهذه التسمية من مغزى يرغب عبيد القديس يوسف البتول في ان يعرفوه. لقد سبق الانبياء وتنبأوا عن ولادة مخلص العالم من سبط يهوذا ومن سلالة داود الملك. فلكيلا تبقى هذه النبوة في طي النسيان ولكي يعرف البشر بانها تمت في شخص يسوع الناصري، دون الانجيل سلالتين ليوسف البتول رجل مريم. وكلتا السلالتين تذكران بان يوسف البتول نازل على خط مستقيم من الآباء الأقدمين ومن ملوك يهوذا كما يصرح بذلك القديس متي الانجيلي في السلالة التي سردها نزولا من ابراهيم حتى يوسف البتول رجل مريم فكان اذن يوسف البتول سليل الاباء والملوك وكان اجداده اولياء الله ابراهيم واسحق ويعقوب وبنوهم والملوك اصفياء العلي داود وسليمان وعشرون ملكاً اخر توارثوا عرش يهوذا يا للمجد المؤثل والحسب المفضل! اما مار يوسف البتول فلم يكن يحسب لذلك حسابًا ولا أعجب بنفسه لكرم محتده وطيب ارومته بل كان سعيدًا بان يعيش في عصر فيه اضحى ذلك الشرف الاثيل اثرا بعد عين وحط الدهر على ابناء الملوك وسامهم ذلًّا وهوانًا. ان الانجيل المقدس لم يذكر اجداد مريم، لكنه اكتفى ببيان سلالة مار يوسف البتول وتحدره من سبط يهوذا ومن ذرية داود، وبالوقت عينه اثبت سلالة مريم خطيبته. اذ كانت المرأة حسب ناموس موسى، سيما المرأة النبيلة، مفروضا عليها ان تقترن برجل من سبطها وحتى من عائلتها. فدم واحد ملكي، كان يجري في عروق مريم ويوسف البتول. وهكذا فان شرف عائلة مريم ونسبها الكريم ما عرف عند المسيحيين الا بيوسف البتول. عندما اخذها خطيبة له حسب الناموس. وما عدا ذلك فان مار يوسف البتول بخطبته للعذراء والدة المسيح الكلية النقاوة، قد أشرك يسوع ايضًا بنسبه الشريف الارضي وميراثه الملكي. ان مار يوسف البتول كان ابن الملوك بل وملكاً بقوة الشريعة التي رسمها الله لذرية داود، لان
اجداده كانوا احفاد داود الملك الابكار، فبحكمة الهية اذن قد انتخب يوسف البتول ليعرف بأبي المخلص. وكان ليسوع الحق كابن ليوسف البتول بان يخلفه ويرث املاكه وألقابه وهكذا تمت فيه اقوال الانبياء بأنه الوارث الشرعي لمملكة يهوذا وهذا الميراث ما كان يمكنه ان يناله من مريم والدته حيث لم يكن للنساء حق ان يرثن عرش المملكة ما دام هناك احفاد ذكور لذرية داود. فلنهنئ نجار الناصرة على شرفه الباذخ ولنتعجب من تجرده عن كل مجد ارضي وكل طمع بشري وكل رغبة الى الظهور والافتخار. ولنطلبن منه فضيلة الاتضاع العميق واحتقار أباطيل العالم ولنسع على مثاله وراء ما فيه مجد الله وامتلاك يسوع ونعمته.

خبر

ان القديس يوسف البتول سليل ملوك يهوذا ووريثهم لم يجلس على عرش اجداده ، لكنه حظي بزيارة الملوك وقدمهم بين يدي أبنه الالهي وذلك عند ما اتى الملوك المجوس بقيادة النجم العجيب ليسجدوا لمولود بيت لحم فلا بد ان اولئك الملوك قد قابلوا مار يوسف البتول اولًا كرئيس العائلة المقدسة فقبلهم وادخلهم الى حيث كان الطفل وباسمه تقبل هداياهم ووزعها على الفقراء فمن يصف ما شعر به حينذاك من الفرح العظيم وكيف شكر الله على الرسالة الشريفة التي انتدبه لها وقد رأى بعينيه انجاز ما سبق الانبياء وقالوه على الطفل الالهي وهو :ان ملوك الأرض وكل الشعوب يسرعون للمسجود له.

اكرام

لا تفتخر بحسبك ونسبك ولا تتباه بثروتك ومزاياك الطبيعية ولا بكل ما تملكه من اباطيل العالم. واهتم على مثل مار يوسف البتول بما هو لله ولا تفتش الا عن مجده تعالى ومحبته وخدمته وصل لأجل الملوك وساسة الشعوب لتمتلئ قلوبهم رحمة وحكمة.

صلاة

ايها القديس العظيم يا ابن داود وسليل مجده يا من قد احتقرت العالم واباطيله واحببت الحياة الخفية والعيشة الفقرية فرفعك الله الى منزلة سامية لم ينلها اجدادك الملوك العظام. اتوسل اليك ان تنال لي نعمة الاتضاع الحقيقي ونعمة الكفر بالذات
اللتين بدونهما لا يستحق أحد ان يدعى تلميذ يسوع ابنك. اهلني لهذا الشرف الحقيقي مصدر السلام والسعادة حتى إذا ما سرت على خطواتك واقتديت بفضائلك انال السعادة الابدية بشفاعتك القديرة. آمين.

اليوم السابع

القديس يوسف البتول شرف العملة المسيحيين

عندما خطئ ابوانا الاولان، قاصص الباري ادم بأكل خبزه بعرق جبينه، كانت الارض قبل الخطيئة الجدية تعطي ثمرها للإنسان بأوفر سهولة، اما الان فلا تعطيه الا بالكد والتعب وعرق الجبين، وكما ان السيد المسيح انتشل الإنسان الساقط من الوهدة، هكذا أيضاً قد انتشل عمل المرء، وبعد ان كان العمل يحسب عقاباً، اصبح الآن فخراً لقضاء حاجاته، وفي الواقع قد تأنس ابن الله من خطيئة رجل عامل، وشاء ان يكون حانوت النجارة له مأوى بدلاً من سماء السماوات، ولدى ظهوره بين الناس ليبشر بالشريعة، رضي ان يظل مختفياً، لا يعرفه احد الا بابن يوسف البتول النجار، وبقي مدة ثلاثين سنه يأكل خبزه بعرق جبينه، ليعطي مثالاً حميداً للعملة وليشرف العمل وذويه، فالأغنياء كانوا قبلاً يحتقرون الشعب ويكرهون العمل حاسبينه ذلاً وعاراً.
فهل علمتم اذاً، ايها العمال من اين اتى شرفكم ورفعه مقام مهنتكم؟ منذ اليوم الذي صار فيه يسوع عاملاً تحت رعاية القديس يوسف البتول، أصبح العرق الذي يتصبب من جباهكم المنهوكة تعباً افخر من الجواهر التي تزين تيجان الملوك، وايديكم المتكلكلة من الشغل اسقل من سيوف الفاتحين، وانغامكم الخارجة من افواهكم إبان العمل سلوى لكم وإزالة لهمومكم أشهى وألذ، على مسامع العلي، من صلوات الحبساء الذين يمجدون الله بها ليل نهار، واصوات معاولكم وآلاتكم تحاكي موسيقى شجية الأنغام، ودخان معاملكم بخوراً زكي الرائحة. 
فكم من القديسين نالوا اكليل الظفر وسعف نخل الانتصار بواسطة العمل؟ فإن الله قد اجلسهم على عروش من نور واجلس على مقربة من مريم العذراء العامل الاكبر، اعني به القديس يوسف البتول نجار الناصرة، زعيم العمال وشرفهم، فانظروا، ايها العمال الى موضوع شرفكم ومجدكم وتعلموا ان ترفعوا قلوبكم نحو الله، بينما تكون ابديكم قابضة على المعول والمطرقة، واشتغلوا كي تربحوا قوت الجسد، بالوقت ذاته لتنالوا حياة خالدة خالية من كل تعب وشقاء، اشتغلوا اليوم كخدام راجين ان تكونوا ورثاء الموت بعد الموت.
هكذا كان يشتغل القديس يوسف البتول ومريم ويسوع، وهذا هو العمل الذي ليس فقط لا يحط من قدر الانسان، بل يشرفه ويزيد في عظمته، وهو شرف ثابت لا تذريه الأرباح مع التراب الذي يشتغل به الإنسان، بل يتصاعد إلى العلاء، ويتجمع ليصنع اكليلاً فاخراً يتوج هامنا بدلاً من العرق.
فيا يسوع ومريم ومار يوسف البتول، العائلة العاملة المقدسة، مثال الشعب الفقير وملجأه وحاميه، ذودوا عن العمال وخلصوهم من شر الاصحاب الكذابين، املأوا بيوتهم من عطاياكم وبركاتكم، وليحل السلام في منزلهم في هذه الدنيا وفي الآخرة.

خبر

في سنة 1648 كان رجل اسمه عبدالله يعيش في نابولي وقد وكل اليه سيده حراسة مواشيه، فهذا لم يكن يحتمل ان يلفظ امامه لفظة انه مسيحي، ووجد راعٍ اخر من مذهبه مرافق له لم يكن اقل منه بغضاً للمسيحيين، وقد ضاقت الحيلة في اقناعهما باحترام دين المسيح، غير انه قد لوحظ عليهما امر نادر، عديم التصديق وهو انهما كانا يوقدان شمعة امام صورة العذراء الموجودة في بستان سيدهما، فسألهما سيدهما (لماذا تفعلان هذا؟) فأجابا (لنكون تحت حماية هذه السيدة القديرة، وبيان لنا انها كلية الحنان، لأنها ترسل الينا اشعة نور ساطع وسط الظلام، حيث نكون على حراسة مواشينا)، فانتهر السيد هذه الفرصة واستدعى احد الآباء اليسوعيين ليفقههما في الامور الدينية ويعمدهما، لكنه لم يحصل الا على تجديفهما وشتائمهما، وفي إحدى الليالي، بينما كان عبدالله مستغرقاً في النوم اذا بصوت يناديه باسمه، فقام مذعوراً فرأى سيدة لابسة ثوباً ابيض والنور ينبعث منها، ومعها شيخ جليل، فقال بهما عبدالله (كيف استطعتما الدخول إلى هنا والابواب مغلقة؟) فقالت له السيدة (انا هي العذراء مريم التي تكرمها وهذا هو خطيبي القديس يوسف البتول، فاريد منك ان تتعمد وتأخذ اسم يوسف البتول). 
وغابت عنه الرؤيا، وعند الصباح استدعى الكاهن اليسوعي واعتمد منه وسمي يوسف البتول، فكان له القديس يوسف البتول عوناً في حياته وفي ساعة مماته.

اكرام

أتل الأبانا والسلام والمجد على يد القديس يوسف البتول لأجل هداية الكفرة إلى الايمان.

نافذة

يا مار يوسف البتول، شرف وهداية العملة، صل لأجلنا

اليوم الثامن

تأمل في القديس يوسف البتول مربي يسوع المسيح

ان ألقاب مار يوسف البتول كلها مجيدة فلنتأمل اليوم باللقب الذي خص به اكثر من غيره والمطبوع على شفاه المسيحيين طراً، أعني به مربي يسوع المسيح لنكشف القناع عن هذا الاسم فنعرف ما حواه من شرف سام ومجد أثيل لنفتح عقلنا لأنوار الايمان وقلبنا لمفاعيل النعمة
ولنطلب من الطفل يسوع ان يطلعنا على الكنوز الروحية المختفية في حياة مربيه الجليل. كان يمكن لمخلص العالم ان يولد ويعيش في غضارة ونعمة ومال وفير وثروة طائلة. لكنه حباً بنا فضل شظف العيش على رفاهه وخضع للبؤس والمسكنة، وبنتيجة ذلك فقد انتخب لإدارته الزمنية خلائق فقيرة ووضيعة. فما اراد ان تكون امه الا غنية بالفضائل والنعم، واتخذ له أباً عاملاً مسكيناً لا ثروة له سوى عمل يديه ولا ملك عنده سوى حانوت حقير ولا وسيلة للعيش ما خلا تعب بدنه. تلك كانت حالة من دعي الى الاشتراك بعمل الفداء مع المخلص واولهم يوسف البتول بن داود الذي اوكل اليه امرا عاشته يا للشرف ويا للوظيفة السامية! اطعام من يطعم الخلائق باسرها! اطعامه الخبز اليومي بعرق جبينه! يا مربي يسوع ما أمجد وظيفتك! وما أقدس اتعابك! إنك تكد و تتعب لتحافظ على حياة معطي الحياة! تبذل قواك لتقوي من هو القوة بالذات! وبذلك تعد الضحية الالهية التي ستذبح على مذبح الصليب لخلاص الجنس البشري.
ان يسوع المسيح هو اله وانسان معا فبكونه الهاً ليس له اب سوى الاب السماوي الذي ولده منذ الازل وبكونه انسانا ليس له سوى العذراء امه التي حملته تسعة اشهر في حشاها الطاهر وغاذته بحليبها البتولي مدة طفولته فلاهوته ما كان محتاجا الى ان ينمو ويكبر لحصوله منذ الازل على الكمالات كافة .
أما الناسوت الذي اخذه من امه فكان عليه ان ينمو ويكبر ويتكامل حتى يوم تعليقه على شجرة الصليب
فمن يهتم بحاجات ناسوته سوى مربيه ؟ من يساعده على تقوية جسمه سوى ابيه بالذخيرة!

من يملأ عروقه بالدم الثمين الذي سيهرقه في الامه على خشبة العار سوى يوسف البتول بثمرة اتعابه وشغله اليومي
فمن ينكر بعد هذا اشتراك يوسف البتول مع الله الاب وابنه الوحيد ومريم البتول في عمل الفداء ؟ نعم اشتغل يوسف البتول ليطعم المخلص، ويداه المخدوشتان بآلات النجارة سوف تتلألأن بالمجد لأنهما اضحتا بعد حضن الاب الازلي وحضن امه الطاهرة الينبوع الثالث لعمل خلاصنا.
فيا ايتها النفوس التقية اعترفن الان بالدين العظيم الذي عليكن نحو مربي يسوع واشكرنه جزيل الشكر على اعتنائه الابوي الفريد بضحية خطايا البشر وعدنه بان لا تنسين ذكره قط

خبر

ان الاب فابر رئيس رهبانية المصلين في لوندرة والذي نشر كتباً تقوية ومفيدة عديدة كان مشهورا بعبادته للعذراء مريم ولمار يوسف البتول .
ففي كل مواعظه وارشاداته كان يتكلم عليهما ومن جملة اقواله ان قداسة مريم ويوسف البتول هي من السمو بحيث انها تدهش جميع الخلائق
لا حتى نهاية العالم فقط لكن طيلة الابدية كلها . كان الناس يحسبون يوسف البتول أبا يسوع الحقيقي لرؤيتهم أياه قائما بكل واجبات الأبوة احسن قيام يا للعجب !
ان يسوع كان بطبيعته البشرية خاضعاً لمار يوسف البتول على حين أنه بطبيعته الألهية ما كان يمكنه ان يكون خاضعاً لأبيه الأزلي لأنه مساوٍ له .
يا للكنزين الفريدين اللذين أودعهما الله مار يوسف البتول حقٌ لنا ان نسميه بكل جدارة مخلصا لمخلص العالم .

إكرام

تعبد خاصة لطفولة يسوع التي كان لمريم ويوسف البتول النصيب الاوفر منها .
ولما تحتفل الكنيسة المقدسة بذكراها لا تنسى ذكر البتول والدته ويوسف البتول مربيه ،
والتمسهما ان يثيرا في قلبك حاسياتهما التي احسا بها عندما كانا شاهدين لهما وصّلِ لاجل ارباب العائلات .

صلاة

أيها القديس العظيم انك اضحيت الكاهن الاول الذي حمل ابن الله بين يديه وقربه لأبيه الأزلي .
اناشدك بان تلهمني شواعر ايمانك الحار ومحبتك المضطرمة في اثناء حضوري الذبيحة الالهية المملؤة فوائد خلاصية للذين يحضرونها بالاستعداد اللازم .
أجعلني ان اتصورك دائما بجانبي وقت القداس الألهي فأتعلم منك الاحترام الواجب لهذا العمل العظيم وأجني منه الثمار الخلاصية . آمين .

اليوم التاسع

تامل في ذهاب العائلة المقدسة الى المنفى

إن الحادث الذي نتأمل به اليوم تتجلى فيه فضائل مار يوسف البتول باجلى مظاهرها. أن يسوع وان لم يكن مدينآ بحياته لمار يوسف البتول لكنه اضحى مدينآ له بصيانتها من خطر الموت ونجاتها من غضب هيرودس الملك. فهو اذن بالحقيقة مخلص العالم، يالنعت فاق سائر النعوت !
كان هيرودس ملكا على اليهودية لما قدم المجوس ليسجدوا لملك اليهود الجديد مولود بيت لحم . فقلق لهذا النبأ وجزم ان يهلك مزاحمه غير المنتظر. فأمر بقتل جميع اطفال بيت لحم. ظانأ بذلك انه يتخلص من ملك لم يكن في الحسبان
لم يكن يوسف البتول ومريم يعلمان هذا الامر المشؤوم لكن السماء كانت ساهرة على حياة يسوع وسرعان ما تداركت امر خلاصه من غضب هيرودس. لعمري كيف ينجو يسوع من السيف المسلط على رأسه؟ هل يرسل الله ملائكته للدفاع عنه؟ كلا !
هل يلهم الملوك المجوس ليأخذوه معهم الى بلادهم ؟ كلا ! هل يعهد بأمر نجاته الى مريم امه ؟ كلا ! بل ان يوسف البتول وحده يقوم بهذه المهمة الخطرة والعظيمة الأهمية.
فبينما كان يوسف البتول نائمًا إذا ملاك الرب تراءى له في الحلم قائلًا له: قم فخذ الصبي وامه واهرب الى مصر وكن هناك حتى اقول لك فان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه يا للأقوال المحرجة يا للوحي المهول والمحزن! بل قل ايضا يا للشرف الفريد ليوسف البتول النجار؟ انها لمهمة في غاية الاهمية ابلغه اياها أحد امراء البلاط السماوي اوفده العلي ليكلمه باسمه فماذا قال له: خذ الصبي وأمه. ما اسعدك يا ابن داود وما أعظم مقامك بعد ان إئتمنت على كنزين هما أثمن ما في السماء وما على الارض. وذلك أحرج زمن من حياتهما واكثره خطرًا؟ اليك عهد امر خلاصهما من يد المقتال؟ خذ الصبي والصبي على كونه ابن الله والمساوي له في الجوهر. فهو ابنك بالذخيرة ايضا وامره يخصك دون سائر الخلائق. عليك ان تحاميه حين هو ضعيف. خذ والدته فخر اورشليم الارضية السماوية. هي البتول المباركة بين النساء. هي ام ابن الله وهي ايضا خطيبتك وامرها منوط بك فعليك ان تعزيها في احزانها رحماك يا يوسف البتول ان الصبي على وشك الهلاك والسيف الذي يضربه يطعن قلب امه. الا خلصهما كليهما من مخالب النمر المفترس عليك يعتمد الله. وعلى فطنتك وتفانيك يتكل تمام الاتكال. ولكن ماذا يفعل يوسف البتول لئلا يخيب ثقة هذه عظمتها في زمن اهتزت لحراجته اركان السماء خوفا على وحيد العلي؟ فقل له الملاك
أسرع لا تتماهل، شد الرحال حالًا الى مصر اهرب اليها. فقام يوسف البتول للحال وقد ارتعدت فرائصه من الخطر المحيق بالطفل وأمه. وفي منتصف الليل الدامس. دون تردد ولا اعتراض ولا تشك قام ووجهته طريق مصر ارض المنفى سار وهو عالم بوعورة الطريق واخطاره الجمة وبما سيلاقيه من محن وشدائد ولكن الله امر ويوسف البتول اطاع. تأملي يا نفسي بيوسف البتول وهو يسير تارة في وسط ظلمات حالكة واخرة يصعد جبال اليهودية الصعبة المرتقى واونه يقطع صحراوات رملية وحينًا يصادف طرقًا مجهولة وهو وحده مع عذراء ضعيفة وطفل ليس له من العمر سوى بضعة ايام. كم من اتعاب؟ كم من اوصاب؟ كم من مخاوف اعترضت رئيس هذه القافلة المسكينة؟ من يمكنه ان يصف احزان قلبه عندما كان ينظر الى مريم وهي تضم الى قلبها حبيبها ووحيدها الذي حاول هيرودس ان يثكلها اياه؟ اجل انه لمنظر يفتت الاكباد الصخرية وانها لحالة تمزق القلوب الجلمودية حزنًا واشفاقي على ام وطفل عاديين فكيف بطفل عجيب وهو موضوع تنهدات الاباء وحسرات الانبياء ورغبات الشعوب بطفل هو خلاص العالم وموضوع مسرات السماء ووحيد الاب الازلي ولا ملجا له آنذاك سوى حضن بتولي لم بتول ولا محامي له سوى مرب فقير اعزل اجل أي لسان يمكنه ان يصف حزن يوسف البتول؟ أي حسرات لم تخرج من صدره وايه عبرات حارة لم يسكبها خفية طيلة المسافات الشاسعة التي قطعها والحزن قد اخذ من قلبه كل مأخذ ؟
ايتها النفوس التقية رافقي بالروح هذه العائلة المهاجرة وتعجي من طاعة رئيسها وخضوعه ومما بذله من حنان والدي وشفقة نحو الطفل ووالدته ! قدمي له عبارات التعزية والتفجع وتعلمي منه الخضوع التام لأوامر العلي ما بين شدائد ومحن تنتابك من حين واخر ما دمت انت في هذا المنفى

خبر

ان سر هرب العائلة المقدسة الى مصر مازال يشغف النفوس العابدة. فقد تأملته واشبعته درسا واجتنت منه فوائد جليلة. وما من وصف مؤثر لهذا السفر كالذي وصفه القديس الفونس ليغوري بقوله انه ما من أحد يستطيع ان يصف احزان يوسف البتول في اثناء هذا السفر لأنه كان يلاحظ تعب خطيبته القدوسة غير المتعودة السير، والم الطفل الذي كان هو ومريم يتراوحان حمله. ما أصعب ما كان ذلك السفر في قر الشتاء! وما اشد ما كان فزعهما من ملاقاة جنود هيرودس الظالم! واويلي هل كان قوتهما غير كسرة خبز يابس كانت معهما او كانا يتسوّلانها في المنازل! اين كانا يقضيان ليلتهما الا تحت ظل شجرة او في بطن مغارة او هي الارض الجرداء كانت منامهما والسماء لحافهما. يقول مار بونا ونتورا ان اوجاع هذا السفر دامت مدة طويلة لأنه كان على العائلة المقدسة ان تجتاز المراحل الطويلة التي اقام فيها بنو اسرائيل مدة اربعين سنة قبل دخولهم ارض الميعاد. ان القافلة المجدة في السير كانت تقطعها في خمسة عشر يومًا ربما قطعتها العائلة المقدسة في اكثر من شهرين.

اكرام

اقصد ان تلتجي الى مار يوسف البتول في جميع شدائدك وان تتخذه قائدك في اسفارك ومحاميا لك في اخطار النفس والجسد التي لا يبعد ان تحيق بك وصلي لأجل المسافرين والاولاد البعيدين عن اهلهم

صلاة

ايها القديس الجليل ان الحياة على هذه الارض الفانية ليست سوى سفر تتهدّده دائمًا اخطار وعراقيل هيرودس الجهنمي. لذلك فاني اسلمك نفسي وجسدي لتقيهما مخاطر الحياة وتنجيهما من حيل ابليس اللعين الذي يسعى ليل نهار ليهلكني. اسهر علي ايها الاب الحنون والشفيع القدير ولا تتركني حتى تراني قد وصلت الى ميناء الخلاص وهناك اسبح معك مراحم الهي على الدوام

اليوم العاشر

تامل في القديس يوسف البتول النجار

لقد تاملنا حتى الان في امجاد مار يوسف البتول وعلائقه بالاقانيم الالهية الثلاثة وبابن الله الصائر انسانا وبمريم العذراء الكلية القداسة اما اليوم فلنتامل في صفة مار يوسف البتول اعني في حالته الفقرية ان يوسف البتول كان بعرق جبينه يكسب قوت يومه ولكن ما اسمى حالته تلك في نظر الايمان انه كان من ذرية داود وقد ورث عن اجداده كل حقوق الملوكية ومع ذلك فقد ولد فقيرا وتعلم حرفة النجارة وزاولها طول حياته ولم تكن تلك الحرفة لكسب قوته فقط بل كانت ايضا لإعاشة مخلص العالم لقد احتقر المخلص رفاهية العيش وظواهر الحياة واراد ان تكمل مهمته تحت ستر الفقر وما بين الاتعاب لذلك حتم ان يكون مربيه والمحسوب لذى الناس اباه من الطبقة الوضيعة يشاطر محنه ومرائر عيشه لذلك فكان اليهود يحتقرون يسوع واباه بقولهم اننا نعرف اباه حق المعرف اليس هو ابن يوسف البتول النجار نعم ان القديس يوسف البتول رجل الله والوصي على ابن الله وخطيب والدة المسيح كان نجارا يكد ويتعب لكسب قوت عائلته وهو فرح ومسرور بحالته بما جعلته شبيها بابن الله الذي انتخب الفقر نصيبا له والضعة حصته لنتصور البيت المبارك حيث كانت تسكن العائلة المقدسة بعيدة عن ضوضاء العالم ان هذا البيت رغم صغره وحقارته كان من اعظم القصور وافخمها لانه كان يأوي الله ملك الملوك وملكة الملائكة وامين خزائن الله طغمات الملائكة كانت تحيط به كحرس الشرف ومن اعلى عرشه كان الله يرمقه بحنان وسرور عظيمين لعمري ماذا في هذا البيت الحقير هل كانت عجائب وخوارق كلا هل كان هنالك الكلمة المتجسد يفيض على سكانه فيوض علمه الغزيرة وانوار حكمته الازلية كلا ليس هنالك سوى فقر وصلاة وشغل ليس في ذلك البيت الحقير سوى ام مهتمة بأشغال البيت واب يحصل بكد يمينه وبعرق جبينه قوت يومه وابن يسمع ويطيع وهذا كله ما كان في ذلك البيت قدس الاقداس نعم ان هذا كان خفيا عن اعين البشر الكليلة التى لا ترى سوى خارج الاشياء ولكن الله كان يرى هناك اعجب واجمل ما صنعته يمينه القديرة في ذلك البيت الايمان كان يرى عظائم الرحمة التي تعهدت ان تصالح السماء مع الارض وتمنح الجنس البشري مخلصه المنتظر منذ اربعة الاف سنة وذلك المخلص المنتظر كان الطفل الصغير المهتم بخدمة امه كان ذلك الصبي الخاضع لنجار مسكين يشاطره اشغاله الشاقة هو الذي انشا العالم من العدم هو الذي بيذه القديرتين ملا الفضاء معجزات وعجائب يا يوسف البتول النجار هل من شرف يضاهي شرفك لقد علمت ابن الله حرفة النجارة لقد اخضعت لشريعة الشغل المكفرة عن الخطيئة ذلك الذي صار ضحية خطايا العالم ما اعظمك في تواضعك ما اهيبك في مهنتك الحقيرة ما اوقرك في حانوت يخدمك فيه ابن الله ويخضع لاوامرك ويتعلم منك

خبر

نقل احد الكهنة الورعين الخبر التالي عن رجل في خورنيته قال كان في خورنيتي رجل غير مؤمن وعنيد فاتحته مرارا بامر رجوعه الى حضن الكنيسة ولكن دون جدوى ففي شهر اب سنة 1871 اصيب ذلك المسكين بمرض عضال عجز نطس الاطباء عن شفائه فاستدعاني اهله لافاتحه ايضا بامر خلاص نفسه لكنه انكر على الكلام ورفض المباحثة بهذا الشأن فقصدت ان اقدم الذبيحة الالهية على نيته وحرضت عائلته على الاشتراك معي بالصلاة الى القديس يوسف البتول فأوقدت الشموع امام صورته ووعدته بان اذيع خبر هذه النعمة اذا نالها لي من مراحم الله فكان كما اردت لأني عندما رجعت ثانية رأيت المريض مستعدا لاقتبال نصائحي والعمل بها فجحد ضلاله وكل ما كان يعتقد به من مبادئ فاسدة وتعاليم كاذبة وقبل اسرار الكنيسة بقلب منسحق بالندامة وبعد اثنتي عشر ساعة اسلم روحه بيد خالقها فالشكر للقديس يوسف البتول الذي اوعب قلوبنا فرحا بهذا الحادث العجائبي

اكرام

لا تغتم ان كنت من اصل وضيع او في حالة فقيرة او ملتزما باشغال شاقة لكسب قوت عائلتك بل تذكر نجار الناصرة ومنه تعلم ان تشكر الله وتقدم له اتعابك وصل لاجل الفعلة والفقراء

صلاة

يا نجارا ارفع قدرا من الملوك يا من صار له الحظ الفريد بان يقيت باري البرايا ومقيتها يليق بكل البشر بل يجب عليهم ان يقدموا لك ايات الشكر والحمد على الاتعاب التي قاسيتها حبا ليسوع المسيح مخلصنا ولمريم العذراء امنا الحنونة ليت لي السنة الملائكة والبشر لاعرب لك عن حاسيات معرفة جميلهم وليت لي قلوبهم لاقدم لك عواطف حبهم لاننا مدينون لك بعد مريم بالدم الثمين الذي اريق على الصليب لاجل افتدائنا فلا تسمح ان يكون ذلك الدم الثمين مهرقا من اجلنا سدى بل استمد لنا ان نستقي من جروحات يسوع النعم الفعالة لخلاصنا فنستحق ان نشكر لك يوما في السماء مع يسوع ومريم على جميع اتعابك واوجاعك التي احتملتها في سبيلهما وان نعظمك مع الملائكة والقديسين الى الابد الابدين امين

اليوم الحادي عشر

تامل القديس يوسف البتول العبد الصالح والامين

على كل خليقة واجب مقدس ان تعبد الله وتطيعه لانه علة وجودها ولا مناص لخليقة من هذا الواجب انما للقديس يوسف البتول وحده هذا الامتياز وهو ان يرى ابن الله خاضعا لاوامره وكما اطاع يسوع يوسف البتول مربيه وخدمه فيوسف البتول ايضا قد بذل قصاري جهده في خدمة يسوع فلنتامل اليوم فيه صفة العبد الصالح والامين لنقتدى بمثاله ونسير على خطواته ان الله لما اصطفى يوسف البتول لهذا المنصب السامي دعاه في الوقت عينه الى حياة تجرد وكفر بالذات بطليين انه لمقام جليل رفيع مقام خطيب العذراء الفريدة بين الانام ومربي مخلص العالم ولكن لا ورد بلا شوك فان هذا الشرف يكلفه اتعابا جمة وتضحيات صعبة وواجبات ثقيلة فمنذ اليوم الذي فيه اطلع على السر الذي تم في مستودع خطيبته الكلية القداسة,شمر عن ساعد الجد ولم يحتسب ذاته الا عبداً ليسوع ولمريم فقدم لهما كل ما كان يملكه وخصص لخدمتهما قواه الروحية والمادية طالعوا الانجيل رافقوا العائلة المقدسة في بيت لحم في اورشليم في مصر وفي الناصرة في كل مكان تشاهدون هذا العبد الصالح والامين مضحياً براحته باذلاً كل ما وسعة في سبيل ارضاء يسوع ومريم والسهر على صوالحهما هل للسان بشري ان يصف ما نالته مريم من خطيبها البار من تسليات في ضيقاتها وتعزيات في اشجانها ومساعدات في ملماتها وتقويات في مخاوفها باية شهامة سهر على بتوليتها وباية فطنة حافظ على سر امومتها الالهية ودافع عن شرفها وباي حنان والدي قام بأودها ووقار سائر الحدثان؟ لم يكن احن الاباء اكثر سخاء نحو وحيدته من يوسف البتول نحو مريم خطيبتة لعمري ان بذل حياته في سبيلها كان عذبا لديه ومن يمكنة يا ترى وصف تفانيه في خدمة يسوع وما كان اعظم سهره عليه ما كان اشد حبه له شاهده في بيت لحم بقرب المذود تاملوا فرحه لدى قدوم الرعاة والمجوس ما احلى الاوقات التي قضاها وهو يحمل ابن الله بين ذراعيه ويضمة الى قلبة الابوي انظروه هارباً الى مصر حاملاً كنزه الثمين وقد اخفقت حيل هيرودس فطنته وحرمته نيل ماربه الجهنمي رافقوه بالروح وهو يقطع تلك الفيافي القاحلة في صعود وهبوط صابراً على البلوى مقتحما الاخطار محتملاً مصائب المنفى راضياً بكل شدة على ان يخلص الطفل وامه وان ينجيهما من كل اذى,تاملوه يساعد يسوع في خطواته الاولى اسمعوه يعلمه لتلفظ بالفاظ الحب والاكرام لاله اسرائيل شاهدوه يمرنه على شغل النجارة وهو يشتغل معه ولاجله ليقيته ووالدته مدة ثلاثين سنة بكد يمينه وعرق جبينه.
اخيراً انذهلوا من امانة هذا الامين وسرعته العجيبة الى امتثال اوامر العلي دون اعتراض ولا تشك ولا تردد ولا تذمر اذا امر ان يسافر كان اسرع من البرق واذا امر ان يقييم في مكانه اقام طائعا واذا اشير اليه بالعود عاد,يا للخضوع التام ويا للامانة النادرة المثال.

خبر

ان الانفس التقية لدى تاملها في هرب العائلة المقدسة الى مصر قد اتخذت القديس يوسف البتول شفيعاً للاسفال الشاقة,
يحكي عن شاب انخرط في سلك النوتية وركب البحر قاصداً مدينة مارسيليا فعندما ودعته اختة وضعت في جيبه ايقونة صغيرة عليها رسم القديس يوسف البتول مبتهلة اليه ان يرجع اخاها سالما غانما ففي منتصف الطريق بينما كان المركب يشق عباب البحر امر القبطان ذلك الشاب يان يشد حبالاً على سارية المركب وكانت تلك السارية نخرة فما ان وقف عليها حتى انكسرت وسقط الشاب في البحر دون ان يشعر بالامر احد وبقى المسكين زهاء الساعة يصارع الامواج ليدنوا من المركب حتى خارت قواة وايقن بالهلاك فخطرت على باله ايقونة مار يوسف البتول وصلاة اخته فندبه ونذر له نذراً فانتعشت قواه وشعر كان يداً غير منضورة تساعده وما هو الا القليل حتى التقت اليه القبطان فطرح له حبلاً تمسك به وصعد الى المركب سالماً بعد ما كان قد يئس من النجاة فاكمل نذره وقدم الشكر لمار يوسف البتول الذي نجاه من الخطر وارجعه الى اهله بالسلام.

اكرام

قال احد عبيد مار يوسف البتول الاتقياء ان العناية الالهية قد رفعت هذا القديس منزلة بغبطه السارفون عليها وما زلت اناشد يسوع ربي واساله النعم باستحقاقات اتعاب وخدمات مربيه وان يمن عليه بان اخدمه بالروح والحق وقد اوحى الرب الى احدى النفوس بان يستجيب بسرعة الطلبات التي تقدم له على ذكر الخدم التي قام بها مار يوسف البتول على الارض نحوه.

صلاة

ايها القديس يوسف البتول يا من رافقت يسوع في كل اسفارة وكنت له حارساً وهادياً اسالك من اعماق قلبي ان تكون حارسي وقائدي في سفري هذا على الارض ولا تسمح بان ازيغ عن السراط المستقيم او ان افقد يسوع ومريم بالخطيئة كن لي نوراً في ظلمات الحياة وسنداً في متاعبها الى ان اصل الى ارض الاحياة حيث اذوق الراحة الابدية امين

اليوم الثاني عشر 

القديس يوسف البتول مثال الصبر

من الامور الثابتة ان حياة الإنسان في هذا العالم هي حرب عوان، ولاسيما حياة الذين كرسوا نفوسهم لخدمة الله، فإن حياتهم معرضة للحرب كل ساعة اكثر من سواهم، والمسيحي الحقيقي يكابد، فضلاً عن الانهماكات والاضطرابات العالمية التي تشمل جميع ذرية آدم، اضطهاد اعداء الايمان واحتقارهم وسوء معاملتهم، بسبب اسم المسيح الذي يحمله، فإنهم لايغفلون قط عن تكدير صفاء حياته المسيحية الهادئة، ليت شعري!
كم هي عميقة تلك الاحزان التي تلج فؤاده، عندما يعاين الاضطهاد العنيف الذي يقع على أبناء الله في كل أنحاء المعمور، فضلاً عما يلحق ذا الجلالة من التجاديف والاضطهادات لكنيسته المقدسة، ان الاحزان التي تمزق احشاء هذا الرجل المسيحي، عندما يرى جميع هذه الامور المغايرة لوصايا العلي المقدسة هي عظيمة جداً، ولهذا يجب ان تكون فضيلة صبره اعظم. 
ان القديس يوسف البتول الصبور، المثال السامي لهذه الفضيلة، كان يقابل الاضطهاد بثبات جأش محتملاً المصاعب الجمة، التي كانت تعتور سبيله في هذه الحياة، بصبر جميل، ويظهر ابدا وداعة الحمل مسلماً إلى مشيئة الله لئلا ينفذ صبره خلال تلك المعارك العديدة. 
لقد كان هذا الشيخ الجليل عدواً لذاته واميال طبيعته، لا يرهب المنون امام اعدائه الكثيرين الذين ارغموه ان يهجر وطنه المحبوب إلى بلاد نائية، احتمل ما احتمل من الشدائد والاضطهادات دون ان ينبس ببنت شفة بحقهم، ولم يبدِ أدنى اشارة تتم عن عدم تسليمه
إلى مشيئة الله، على الرغم من وظيفته، الابوة ليسوع، التي كانت تتيح له ان يدافع عنه.

كن لنا ايها القديس يوسف البتول محامياً ومدافهاً لننال فضيلة الصبر التي نحن بأمس حاجة اليها، لقد اثقلت كاهل العالم عواصف الاضطهاد واحاقت بالمسيحيين جيوش الشكوك، واحدقت بالكنيسة وبرأسها المعصوم جحافل الازدراء والاستخفاف، وكاد يضمحل نور بهائها بانحياز بعض ابنائها إلى البدع، وهي مهددة ابداً بحملات ناكري الوحي الالهي الذين ينفثون سموم تعاليمهم خلال اجتماعاتهم واحاديثهم.
فاسأل الله، ايها القديس العظيم نعمة الصبر لنا ولجميع العالم المسيحي، لنتمكن من احتمال المصائب التي تعرض لها، بصبر مثل صبرك، ونحارب مجاهدين مثلك لنموت أخيراً في سبيل دعوة ربنا ومخلصنا.

خبر

في سنة 1863 شيد اخوات الفقراء محلاً في برسلونا لإيواء العجز الفقراء، ولم يكن محلهم يسع كثيراً نظراً إلى صغره، فذات يوم طرق الباب شيخ فقير، قامت البوابة وسألته ( ماذا تريد) فأجابها ( اتيت لأكون هنا، فقد قيل لي انكم تقبلون العجز)، وعبثاً كانت تقنعه الرئيسة بأن ليس عندها محل بالوقت الحاضر، أخيراً سألته (ما اسمك) اجابها ( يوسف البتول) _ ( انت تدعى يوسف البتول؟) _( نعم يا حضرة الرئيسة وسأكون يوسف البتول قدر مايريد الله)، فتحرك قلب الراهبات لدى سماعهن هذا الاسم وصادف ذلك النهار الأربعاء المخصص بالقديس يوسف البتول، فقررن قبوله، لكن الرئيسة حارت بأمره، لانه كان مصاباً بالقروح وعليه بعض البعوض، واثوابه لا تكاد تستر بدنه، فقالت البوابة للرئيسة (اذهبي مع راهبة واطلبي احساناً على نية هذا الرجل، وانا اغسله وانظفه إلى حين رجوعك) ، وما خرجت الرئيسة مع الراهبة وابتدأت البوابة بعملها، حتى اتى رجل يقرع الباب ويقدم بقجة اثواب للبوابة فما كادت تستلمها، حتى توارى الرجل، ففتحتها واذ فيها كل ما يلزم من الملابس لذلك الفقير، ومنذ ذلك الوقت، بشفاعة مار يوسف البتول وبساعدة اصحاب التقى، اصبح دير الراهبات قصراً عظيماً يحوي عدداً كبيراً من العجز.

اكرام

اشفق على المبتلين بالأمراض اكراماً للقديس يوسف البتول

نافذة

يا مار يوسف البتول، مثال الصبر، صل لاجلنا

اليوم الثالث عشر

القديس يوسف البتول مثال التسليم إلى العناية الالهية

قد تلألأت فضيلة التسليم في القديس يوسف البتول، عندما ظهر له ملاك الرب في الحلم وقال له(قم فخذ الصبي وأمه وأهرب الى مصر وكن هناك حتى اقول لك، فإن هيرودس مزمع ان يطلب الصبي يأتي) (متى 13:2).
فلا يخفى كم كان في هذا الامر من الصعوبات، لان القديس يوسف البتول كان عليه بموجب هذا الامر ان يغادر وطنه واقاربه، وان يذهب إلى بلد بعيد ويقيم بين قوم وثنيين لايعرفهم ولا يرجو منهم ادنى عون وسلوى، وان يصحب معه مريم والطفل يسوع، وما ادراك ما اصعب السفر على امرأة نحيفة المزاج وطفل لم يكن قد اعتاد على تحمل تقلبات الجو، وان يسافر سريعاً في نصف الليل ولعله لم يكن عنده زاداً مهيأ للطريق، وان الملاك لم يعين له كم بقي من الزمان في مصر، بل تركه هكذا متعلقاً بأمر اخر، مع هذا كله، بم يعترض القديس يوسف البتول ولا نظر الى هذه الصعوبات، بل قام وسافر حالاً مسلماً امره تسليماً مطلقاً إلى العناية الالهية. 
كان بإمكان القديس يوسف البتول ان يتفلسف مع الكثيرين، معارضاً الأحكام الالهية بقوله : هل من المعقول ان ابن الله الجبار، الذي سجدت له الملائكة عند ميلاده يظهر ضعفاً ويهرب خوفاً؟ كيف يكون اتياً ليهدم قوات الجحيم وينزل الأعزّاء والمتكبرين عن عروشهم، وهو يهاب من وجه هيرودس؟ من هو هذا هيرودس؟ أليس ثعلباً كما دعاه المخلص بعد حين؟ وان كان لابد من الهرب لمقاصد خفية لا نعلمها،
فلماذا إلى مصر؟ لا الى بلاد فارس، حيث نقيم عند المجوس معززين، مكرمين، مخدومين، بكل سرور واجتهاد؟ هذا كله لم يبال به القديس يوسف البتول، بل اكتفى بهذا البرهان، وهو ان الله هكذا امر وهو يدبر كل شيء، فما علي إلا ان اطيع. 
فانتبهي ايتها النفس المسيحية، الى هذا المثال العظيم، واقتدي به واعلمي ان الله الذي يأمر، يطلب ان يطاع حرفياً مع قطع النظر عن الصعوبات، وعما هو الاوفق والاحسن، فإن الله القادر على كل شيء، والعارف كل شيء، والذي لايقصد في اوامره إلا خيرنا وخلاصنا، يمهد الصعوبات ويصير الشيء المأمور اوفق واحسن، فالقديس يوسف البتول، بطاعته لأمر الله واتكاله على عنايته، تمم المراسيم الالهية فلم يدعه الله يحتاج إلى شيء. 
هكذا انتِ، أيتها النفس، اذا كنتِ تلبين اوامر الله وتتكلين على عنايته، فهو يهتم بك، ويسهل لك الحصول على كل احتياجاتك، فهو القائل ( لا تهتموا قائلين ماذا نأكل و ماذا نشرب وماذا نلبس، ان اباكم السماوي عالم بكل ما تحتاجون إليه) (متى 32:6)
فإذا كان الله ابانا، فهو يحبنا، واذا كان يعلم بكل ما نحتاج اليه، فكيف يطاوعه قلبه ان يتركنا في الحاجة؟ وهل يعجز عن اعطائنا ما نحتاج إليه؟ وهو الآب السماوي القادر على كل شيء؟ فإذاً، ايتها النفس المسيحية اطلبي قبل كل شيء ملكوت الله وبره، اطلبي ان تطيعي اوامره المقدسة، واتركيه يدبرك بعنايته الابوية.
فبذلك تمدحين الله مجداً عظيماً، لأنك بعملك هذا تقرين وتعترفين بقدرته وحكمته وجودته، وتبرهنين على اعتبارك ومحبتك له، اذكري كلمة الله التي قالها لإبراهيم، عندما استل السكين ليذبح ابنه اسحق، طاعة لأمر الله، وأمن بالرجاء، قال له الله (الآن عرفت انك تحبني) (تك12:22)، فضلاً عن السلام الباطن الذي تحصلين عليه بتفويض امورك كلها إلى العناية الالهية، فالقديس بطرس يوصينا قائلاً ( ألقوا همومكم عليه لأنه يهتم بكم)، والمرتل يقول ( الرب يراعاني فلا يعوزني شيء (1:22)، ( ولا يدع الصديق مضطرباً إلى الدهر) (23:54)
فيا ايها القديس يوسف البتول المعظم، أنظر إلينا من علو السماء، فإن الاضطرابات محدقة بنا من كل جهة، املأ قلوبنا اتكالاً على عنايه الله، لنعيش في ظلها، مطمئنين كل ايام حياتنا.

خبر

ليس من ينكر ان جامعات الرهبات واديرتهم كانت دائماً هدفاً لسخط اصحاب الثروات، وايطاليا لم تكن اقل حظاً من بقية البلاد، ففي سنة 1855 كان دير للراهبات مديناً لرجل من عصابات الشيطان، واستحق الدين، والاخت المستلمة المصروف رأت صندوقها فارغاً، فحارت بأمرها واعلمت رئيستها بذلك، وهذه بدورها عرفت انه لم يبقَ إلا تسعة ايام لموعد الدفع، فعزمت اذ ذاك على عمل تساعية للقديس يوسف البتول، خازن العائلة السماوية، وعليه يمكننا ان نتصور بأي حرارة قلب كانت هؤلاء الراهبات يصلين التساعيّة، طالبات مساعدة القديس يوسف البتول، وأتى الدائن يوم الاستحقاق وطلب دينه، فاستلهمته الراهبة الوكيلة إلى ما بعد الظهر، وهي تجهل من اين لها الدراهم المطلوبة، واذا مجهول حضر الى باب الدير ودفع لها القيمة المطلوبة، وبهذه العملية تحقق ايمان سكان الدير وتضاعفت امانيهم بالقديس يوسف البتول.

اكرام

لا تدع يوماً يمر عليك بدون ان تستدعي القديس يوسف البتول لمعونتك.

نافذة

يا مار يوسف البتول، مثال التسليم إلى العناية الالهية، تضرّع لأجلنا

اليوم الرابع عشر

القديس يوسف البتول مثال السلام الباطني

ان أسمي هبة يوليها الله عز وجل من يحسن اتكاله عليه، هي السلام الباطني. وهذه الهبة لعمر الحق هي اعظم سلوى واسمى عطية للمسيحيين في دار الاحزان هذه، ولا يستطيع العالم مهما اجتهد ان يقوى عليهم ويخضعهم إلى ارادته. وهذا السلام تركه المخلص ميراثاً لتابعيه بشخص رسله الكرام، قائلاً لهم ( سلامي اتركه لكم، سلامي اعطيكم) وهو السلوى الوحيدة واللذة العظيمة لإتباع ملك السلام في وادي الدموع.
ولا ريب ان قلب القديس يوسف البتول كان يتلذذ ابداً بالسلام السماوي، الذي كان متلألئاً على جبينه الوضاح وظاهراً في جميع حركاته وسكناته بأجلى مظاهره، يشرك فيه كل من دنا منه وحادثه، ولم تقوَ اكبر الشدائد واعظم المحن ان تكدر صفاء عيشة وطمأنينة ضميره، حتى في احرج المواقف، فعندما ظهرت له حال عروسه الطاهرة، ولما رأى ذاته مضطراً ان يسافر إلى بيت لحم امتثالاً لأمر أغسطوس قيصر، وعندما امره الملاك ان يذهب إلى مصر فراراً من وجه هيرودس، بقي السلام ملازماً نفسه، والطمأنينة سائدة حياته

فيا ايتها النفوس العابدة، اعلمي ان هذا السلام هو عزاؤك الوحيد إبان شدائدك وأثناء أعمالك المسيحية، وهو ما تتطلبه إرادة ربك، ملك السلام

ان السلام الباطني ينعش النفوس الحزينة، كما ينعش نسيم الصباح عليلاً قضى ليلته يتقلب على فراش الآلام، ويطمئن النفوس القلقة، كما يطمئن بزوغ الفجر ربان سفينة تاه في عباب بحر زاخر، وسط ليل دامس.
فامنح اللهم، قلوبنا المضطربة هذا السلام الذي لا يقدر العالم على اعطائه، لأنه علامة رضاك علينا، واطلب لنا ايها القديس يوسف البتول من الطفل الإلهي ذلك السلام الذي متعك به في حياتك، وظهر على محياك وقت المحن التي ألمت بك، واضرع اليه ايها الشفيع الجليل الا يحرم منه احداً بشفاعتك المستجابة.

خبر

دعي احد الكهنة إلى مساعدة مريض مدنف قال : دخلت إلى غرفة المريض، فرأيت ابا عائلة كبيرة مشرفاً على الموت، وشعرت برائحة ذكية تفوح من حواليه، وعلى وجهه علامات الهدوء والسلام، رغم شدة وطأة مرضه، فقال له الكاهن ( فليكن الرب معك، واظن انك كنت تحضر عظاتي) ، فضحك المريض وقال ( انت عند ظنك، وانا عرفتك، عندما كنت تعظ مرة عن عظمة القديس يوسف البتول، فرسخ كلامك في عقلي)، فسأله الكاهن ( هل تحتمل اوجاعك بفرح؟) _( نعم، يا ابتِ لا بل اعظم فرح، وذلك بمساعدة محاميّ القديس يوسف البتول، انها لنعمة عظيمة با ابتِ) _( وكيف استحققت هذه النعمة؟) _( انا، حضرة الأب لم استحقها بل القديس يوسف البتول استحقها لي، واني ارجو من شفيعي ان يجعل محنتي هذه تكون الأخيرة) فتقدم الكاهن منه وقال له اني أسألك عندما تصل إلى قرب القديس يوسف البتول، ان تطلب لي شفاعته)، فابتسم المنازع وقال (اني اعدك بذلك، واطلب من كل قلبي الى كل من يريد ان يموت ميته صالحة ان يتعبد للقديس يوسف البتول).

اكرام

واظب على سماع كلمة الله، ولا سيما في شهر مار يوسف البتول

نافذة

يا مار يوسف البتول مثال السلام، صل لاجلنا

اليوم الخامس عشر

القديس يوسف البتول مثال الوداعة والاتضاع

لا جدال ان امارات السلام الباطني تظهر بأبهى مجاليها على محيا الإنسان العابد، وتتحسم في جميع اعماله واحاديثه وحركاته وسكناته وذلك بدعته وتواضعه، هاتين الفضيلتين اللتين هما راية القديسين وشعارهم، وقد ظهرت هذه الامارات بنوع خاص على القديس يوسف البتول. 
وكما ان الساعة الجيدة تعرف من سيرها المنتظم وقرع ناقوسها في الاوقات المعينة، هكذا الحركات الحسنة، والاقوال الجيدة، والأعمال الصالحة تدل على حسن باطن الانسان، وفرح قلبه، وسلامة نيته، ونقاوة افكاره، وسيره بموجب شريعة الله، والتسليم إلى عنايته
الصمدانية. وجميع هذه الصفات تظهر من كيفية تصرفه مع قريبه بوداعة وطول اناة، وبالغيرة على خلاص نفسه، وابعاد خطر الهلاك عنها، وعمل اعمال الرحمة مع الجميع على السواء، تلبية لأوامر السيد المسيح القائل ( تعلموا مني اني وديع ومتواضع القلب).

والتواضع يجعل صاحبه يتسلط على القلوب الاكثر صلابة وتشامخاً، لو فرضنا ان الغيرة على ارشاد انسان متصلب برأيه، عاتٍ متشامخ، فإن المتواضع يستطيع بتواضعه ان يسحق قلب المتشامخ العاتي، ويخلص نفسه من مخالب الموت الابدي، ويصيره حملاً بعد ان كان ذئباً خاطفاً، ووديعاً بعد ان كان فظ الطباع ، ومتواضعاً بعد ان كان متكبراً، فمن خلا قلبه من الشعائر الدينية لا يؤثر فيه التهديد والوعيد، بل تفعل فيه وداعة الحمل اكثر من بطش الاسد.

فيا أيها القديس يوسف البتول المعظم، استمد لنا من الله فضيلة التواضع التي اتصفت بها في هذا العالم، لقد كان العالم يجهل سمو هذه الفضيلة، اذ كان يعتقد أن العظمة لا تقوم إلا بقهر العدو وفتح المدن، غير عالم ان من ينتصر على ذاته يكون اقوى من الغزاة القاهرين.
فاطلب لنا ايها القديس الوديع هذه الفضيلة الشريفة السامية، واجعلنا نعرف شرفها وعظمتها، لنستعملها حق الاستعمال، نيلاً للعظمة الحقيقية في العالم الآخر.

خبر

كان احد الشبان شرس الأخلاق، عسر المعشر، وقد عمل ابواه جميع الوسائط لردعه وتغيير عوائده فلم يفلحوا، فضاقت بهم الحيلة، حيث لا هم ولا اخوته عاد يمكنهم السكن معه، فذات يوم دخل بيتهم احد الآباء، ورأى الأب حزيناً، والام تبكي والاخوة ينتحبون، فسأل عن سبب كدر تلك العائلة، فاخبروه، فقال لهم (صلو معي إلى القديس يوسف البتول) ففعلوا بنصيحته، وبعد برهة حضر ذلك الولد الى البيت، فاستدعاه الكاهن وخاطبه بلطف وحنان ابوي قائلاً له ( انك اصبحت ثقلاً على والديك وسبب حزن لإخوتك فلماذا لا تغير تصرفك)، فأجابه الشاب: ( ان هذا طبعي، يا ابي، وانا ذاتي اشعر بسوء حالتي لكن لا اقدر ان اغير عادتي)، فقال له الكاهن (لاتقل لا اقدر، بل قل لا اريد فأنا ووالداك قد صلينا لأجلك الى القديس يوسف البتول وطلبنا لك منه النعمة)، فللحال هطلت الدموع من عيني الشاب، وقال للكاهن (اني اعدك يا ابتِ بأن اكون من الآن وصاعداً خلاف ماكنت في الماضي)، فشكر الكاهن فضل القديس يوسف البتول الذي استجاب صلواته في الحال، وخرج ودموع الفرح تنهمر من مقلتيه.

اكرام

اقتد بوداعة القديس يوسف البتول وهذب طباعك الفظة.

نافذة

يا مار يوسف البتول، مثال الوداعة، صل لأجلنا

اليوم السادس عشر 

القديس يوسف البتول مثال السخاء الحقيقي

ان مستوى الكمال هو طلب الله في كل شيء، وانكار الذات في كل امر، وبوجيز العبارة هو الهرب من المحبة الذاتية، بحيث لا يطلب الانسان المجد الباطل في اعماله، بل يعملها لمجد الله الاعظم في سبيل منفعه القريب.

هذا هو اساس الحياة المسيحية، ومبدأ الحياة الروحية، فمن توصل إلى ان لا يطلب شيئاً في جميع اعماله، حتى ولا التعزية، يكون قد ارتقى إلى درجة سامية في الكمال الروحي، لا يبلغها الا الكاملون، ويجب على المسيحيين ان يتوخوها ويسعوا إلى نيلها يوماً فيوماً، وعلى الاقل، عليهم ان يتقربوا منها، اذ هي اقوى برهان على ان غاية عملهم هي مجد الله فقط، دون سواه. 
ولا يخفى ان المحب الحقيقي يؤثر محبوبه على نفسه، ويبذل ذاته في سبيل خير حبيبه، كما قال السيد المسيح : ليس من حب اعظم من هذا وهو ان يبذل نفسه عن احبائه.
والمسيحي الكامل لا يحب السعادة السماوية إلا ابتغاء امجد الله، ويرفضها لو لاح له انه يرفضه اياها ينجم خلاص الاخرين وزيادة مجد الله، ولنا اعظم شاهد على ذلك القديس بولس اذ كان يقول ( انني افضل ان اكون محروماً لأجل إخوتي)، فكان يفضل تضحية نفسه وحرمانها من السعادة الأبدية، التي كان يستحقها بكل عدل حباً لخلاص الاخرين.
اه كم كانت تضحية القديس يوسف البتول عظيمة، وتجرّده من المجد الباطل سامياً، لم يرغب قط في امر لأجل خير نفسه، او لأجل منفعته الذاتية، بل كانت جل رغبته ارضاء يسوع وامه اللذين كان يفاخر بكونه خادماً لهما، رغب في ان يكون نسياً منسياً امام الشعب المسيحي، وان لا يكرم احد قداسته، ليتفرغ الجميع إلى عبادة يسوع وامه، ولم يدع التعبد له إلا في الاجيال المتأخرة : فإن الله الذي يرفع المتواضعين ويقاوم المتكلين، لم يشأ ان يبقى ابوه بالتربية نسيياً منسياً، فيجعل اتضاعه وعدم رغبته في ظهور فضله وقداسته سببين لزيادة مجده وإكرامه.

فيا ايها القديس السخي، علمنا فضيلة الغيرة، وابعد عنا الانانية، أرشدنا إلى فضيلة التجرد عن محبة الذات التي لا يعرفها سوى القليلين من محبي يسوع. ما اكثر الأولى يحبون يسوع وهو على طور التجلي، وما اقل الذين يحبونه وهو على جبل الجلجلة، كما قال صاحب الاقتداء ( ان شركاء المائدة كثيرون، اما شركاء الصليب قليلون). 
لقد امست هذه الفضيلة، ايها القديس يوسف البتول، في ايامنا مجهولة للغاية، فاستمد لنا من العلاء نعمة رفض الذات، واجعلنا نطلب مجد الله وخير القريب في كل اعمالنا، لنتخذ لنا في كل حركاتنا وسكناتنا هذا الشعار (لمجد الله الاعظم).

خبر

نهار اربعاء الرماد الساعة الثالثة بعد الظهر وقف فقير طاعن في السن على احد الأبواب في مدينة اشيلية، وسأل صاحبة البيت ان تعطيه حسنة لوجه الله، فشعرت تلك السيدة بعطف وحنان نحو ذلك المسكين، وسألته اذا كان يريد شيئاً من الطعام، فأجابها بالإيجاب، فأرسلت اليه مع الخادمة ما كان باقياً من الطعام، فجلس يأكل، ورجعت الخادمة تقول للسيدة ( انزلي وانظري هذا الفقير، كأنه احد اباء العهد القديم )، فنزلت مع طفليها ونظرت شيخاً جليلاً مهيباً، فقال له ( تعال يومياً فتعطى) فأجابها بكل احشام ( لا بل يا سيدتي اعطي احسانك لمن يطرق بابك أولاً) ، ثم رسم اشارة الصليب على الاناء واستدعى السيدة وقال ( اني أسأل الله ان يبارك هذا البيت، ويحفظ زوجك، واولادك من كل مضرة ومتى اصيب احد من عائلتك بمرض اعطيه الدواء بهذا الاناء). وبعد ثمانية أيام اصيب ولدها بمرض عضال فلم ترد ان تعطيه بالاناء خوفاً من ان يكون ذلك خرافة منها، اما شقيقتها فلم تعبأ بذلك، بل وضعت الدواء في الاناء واعطته للولد، فشفي للحال، وبعد برهة مرض زوجها واشرف على الموت فحسبت ذلك قصاصاً على الخرافة التي استعملتها مع الولد، فبكت وجثت امام ايقونة مار يوسف البتول، وقالت ( يا شفيعي ارحمني يا ليت لم يأت ذلك الفقير إلى بيتي) ، واذ بصوت يصرخ على الباب قائلاً ( حسنه لوجه الله)، فركض الاولاد ورجعوا يقولون لأمهم ( اتى الفقير الشيخ)، فاسرعت السيدة واذا بالشيخ الجليل واقف فسألته ( الست انت الذي أتى يوم اربعاء الرماد واشار علي بتلك الخرافة؟) ، اجابها (نعم، انا هو، لكن ليس هناك خرافة فاستعملي الاناء كما قلت لك وبواسطته يفعل معك القديس يوسف البتول العجائب)، وتوارى حينئذ قدمت الدواء لزوجها بالاناء فشفي حالاً.

اكرام

اعط كل فقير يقرع بابك ولو قليلاً، لكن اعطه بفرح، لان (الله الله يحب المعطي الفرحان)

نافذة

يا مار يوسف البتول، مثال السخاء تضرع لأجلنا

اليوم السابع عشر

القديس يوسف البتول مثال الفقراء والمعوزين

لقد فرض المولى الشغل على الإنسان، تحصيلاً لمعاشه في طريق هذه الحياة الزمنية، اذ قال له (بعرق وجهك تأكل خبزك)، وشاء ان يجد انا تعزية في محيط الاشغال التي نتممها، بمثال القديسين عموماً والقديس يوسف البتول خصوصاً 
لا شك ان من يحصل على معاشه بكد يمينه، وعرق جبينه يقاسي اتعاباً جمة ويعاني اوجاعاً كثيرة، ولا سيما عندما يعاين ذاته في حاجة الى القوت الضروري وحوله صبية صغار يتضورون جوعاً، ولا طاقة له ان يسد حاجاتهم، ويكفكف دموعهم السخية. وقد كان يود مشاهدتهم مسرورين، يبشون بوجهه، ولا حاجة لهم الى شيء، فيخففون بذلك عنه عناء الحياة.
اه ما اشد مرارة قلب العامل عندما تسد بوجهه ابواب العمل وتنقطع عنه موارد الرزق، ولا سيما اذا كان أحد افراد عائلته مصاباً بمرض عضال، فإن احشاءه اذ ذاك تتمزق، وقلبه يتفطر، ويكون في امس الحاجة إلى فضيلة عظمى، لئلا يستسلم إلى يأس القتال، وعلى كل ذي شعور ان يرحم ذلك الفقير ويشفق على تلك الوالدة المسكينة، او الشابة التي لا سند لها، وذلك بمد يد المساعدة اليهم وسد حاجاتهم، وتطيب قلوبهم بكلمات التعزية، لترجع اليهم قوة رجائهم، لئلا يغتنم الشيطان هذه الفرصة السانحة، ويقطع عن أولئك المساكين سلاسل خلاصهم الابدي. 
ويجب على الفقراء خصوصا ان يضعوا نصب أعينهم القديس يوسف البتول الفقير، مثال الفقراء وتعزيتهم ومساعدتهم، اكثر من جميع القديسين لأنه اختبر حق الاختبار ماهو الفقر، ولهذا فهو يحنو على الفقراء لأنه كان منهم، بأكل خبزه مجبولاً بعرق جبينه، ولئن تصدّق عليه احد في ديار هجرته، فكان يأكل خبزه، والحالة هذه مغموساً بدموعه المنحذرة على وجنتيه، ولقد طرق هذا القديس الفقير أبواب بيت لحم باباً باباً، طالباً المأوى فلم يجد فاضطر اذاك ان يأوي الى مذود البقر، حيث وجد مأوى له ولخطيبته في اعسر الحالات. 
فاحبوا، ايها الفقراء، القديس يوسف البتول، وتعبدوا له، اتخذوه لكم مثالاً وضعوه ابداً نصب اعينكم، واستعينوا به خلال ضيقاتكم، تتحققوا قوة شفاعته وسرعة نجدته.

خبر

اخبر القديس منصور فيرار عن احد ابناء وطنه الأتقياء من فالنسيا بأنه كان كل سنة في عيد الميلاد، يصنع وليمة لثلاثة أشخاص فقراء : لشيخ جليل، وامرأة، وولد صغير، اكراماً ليوسف البتول ومريم و يسوع.، اعتقاداً منه ان كل ما يصنع مع الفقراء يكون ديناً لله، يستوفيه يوم الدين، وان الطعام الذي يقدمه لهؤلاء الفقراء انما يقدمه ليوسف البتول ومريم ويسوع، وحقا ان هذا العمل الصالح نال له حسن مكافأة، لانه ظهر بعد موته لأشخاص كانوا يصلون من اجل راحة نفسه، واخبرهم بأنه قد حضر لديه عند ساعه موته يسوع ومريم ومار يوسف البتول، وقالوا له (انت الذي اضفتنا مرارا في بيتك، اتينا الان نأخذك لتكون ضيفنا في السعادة) فما اعظمها حكمة ان يذخر الإنسان لنفسه كنزاً في السماء لاينزع منه، حيث لا يصل سارق ولا يفسد سوس.

اكرام

اعط اليوم صدقة لثلاثة فقراء اكراماً ليسوع ومريم ومار يوسف البتول

نافذة

يا مار يوسف البتول، مثال الفقراء صل لاجلنا

اليوم الثامن عشر

تأمل في عشية عيد القديس يوسف البتول

لنطرب ونفرح ولنهيّء لعيد سعيد. لقد أقبل علينا عيد أبينا المحبوب وشفيعنا المجيد. ان الكنيسة المقدسة تحرضنا على الاحتفال بهذا العيد أحتفالا شائقا. وفي ذلك واجب الحب البنوي وحاجة القلب المتعبد. فلنستعد لهذا الموسم الوسيم ، ولنعطين المجال الواسع لحاسياتنا الشريفة نحو هذا القديس الرفيع المقام ،وليكن إكرامنا لائقاً بسموه ، وحُبنا مساوياً لأحسانه ،وثقتنا عظيمة بقدرته .لنجتمع حوله كأعز العائلات حول أحن الآباء ولنقدم له التهاني اللائقة بأفضل الشفعاء . ما أحلى عيد الأب على قلوب الاولاد الصالحين . على ان الجميع ينظرون الى مار يوسف البتول نظرهم الى أب حنون شفوق . ما أعز هذا اللقب عليه وما أجمله به . ان مريم خطيبته هي أمنا ويسوع أبنه هو أخونا .إذن نحن من عائلته ، نحن أولاده وقد حصلنا على هذا الشرف في عماذنا وبقوة إيماننا ، وهو لنا موضوع فخر و تعزية و تقوية .فعندما يتفق الابناء البررة على الاحتفال بعيد أبيهم ، يجمعون حاسيات قلبهم كباقة ورود عطرة يقدمونها له و علائم الارتقاش باديةً على محياهم وعبارات الحب والشكران تسيل من أفواههم سيلاً وكلهم لسان واحد وهم ينطقون بأفضاله ومناقبه الفريدة ويُعبرون عما في قلبهم من الشكر العظيم نحوه ،و يستمطرون على هامته شآبيب المواهب السماوية ، ويعدونه بأن يكونوا عند حسن ظنه ، بسيرتهم الصالحة وحبهم و طاعتهم و إحترامهم لشخصه المحبوب .فبهذه الشواعر يجب علينا ان نُعيٌد أبانا الجليل فنهنئه أولاً بالمنصب السامي الذي ناله وبالفضائل الفريدة التي ازدانَ بها وبالاستحقاقات التي حصل عليها .فلنشحذ قريحتنا ولنتسابق في مضمار المدح والتقريظ لانه واسع فسيح الارجاء ليس للسان بشري ان يقيسه ولا لقلم ان يحصره ! اذ هل وجد ولي أو نبي أو صديق أو قديس فاز بما فاز به القديس يوسف البتول ؟ نعم لتهتز جوارحنا طرباً آيات شكر عميم للعزة الصمدانية التي اجزلت عطاءها بلا كيل لهذا القديس الذي نفتخر بأن نُدعى أبناءه .و بعد تقديم فروض المدح والتقريظ علينا ان نقدم له ثانياً عبارات الشكر على ما مَنٌ به علينا الله تعالى من نِعم غزيرة بشفاعته .وأكبر نعمة هي حصولنا بواسطته على يسوع و مريم اللذين عهدا الى عنايته .فسهرَ عليهما سهره على حدقة عينه حباً بخلاصنا .فلنقرن صوتنا بأصوات المؤمنين في العالم أجمع و لننثر على هامته أزهار حبنا و أوراد شكرنا على مآتيه العديدة .لنعبر له ثالثاً عن شوقنا الحار الى تمجيده ونشر عبادته ، إذ لا شيئ اعذب على قلب الابناء الصالحين من أن يروا أباهم موضوع حفاوة و إكرام الجميع ومبجلا من الجميع. فهل يليق بنا ان نحتفل بعيد أبينا العزيز مالم نُعبٌر له عن امنية قلبنا البنوي هذه وهي أن نتمنى له كل المجد الممكن في السماء وعلى الارض ؟ رابعاً وأخيراً لنجمع مواعيدنا الصادقة كباقة زهور فياٌحة و لنلقها على أقدامه ، مجددين عزمنا على ان نحبه محبة بنوية خالصة و نلتجئ اليه في كل ضيقاتنا ونسعى جهدنا لأجتذاب القلوب اليه ونشر عبادته بين العائلات المسيحية ونكرم صورهُ ونقتني الكتب التي تبحث عن مزاياه و سجاياه و نتمسك بالممارسات التقوية لإكرامه . أجل كم من رغبات وطلبات و كم من أمانٍ و صلوات تصعدُ غداً الى عرش مار يوسف البتول الرقيق القلب والسريع الاجابة . لنستعد لأستقبال بزوغ شمس الغد بوجوه تطفح بشراً و نوراً ، و ثغور تفتر جذلاً و حبوراً ، وقلوب تخفق بهجةً وسروراً متحدين بالعالم الكاثوليكي الذي يهتز غداً من أقصاه الى أقصاه ، فخوراً بيوسف البتول القديس المحبوب . ففي أعظم كنائس العالم وأصغرها ،يمدح غدا يوسف البتول ويعظم . وينقل الأثير صدى تهاليل بني البشر وتسابيحهم ليضمها الى التهاليل والتسابيح التي تقدم له في السماء ! فالطوبى لنا اذا كنا غداً من السابقين .

خبر

ان صلوات الأم مُستجابة لا محالة ، ففي سنة 1870 سافر شاب من عائلة تقية الى ساحة الحرب ، فودعته أمه بدموع حرى ووضعته تحت حماية مار يوسف البتول شفيع العائلات . و ساقها حبها الوالدي الى ان تقدم لله حياتها على ان يخلص أبنها . فلم يخذل مار يوسف البتول طلبتها بل سهر على الشاب وبعد اقتحام أخطار و أتعاب شتى أعاده الى أمه في الـ 18 من شهر آذار ليلة عيدهُ . وبعد ايام أصيب الشاب بداء الجدري وعجز نطس الاطباء عن شفائه . وكانت أمه تكلأه حنوها الوالدي .وهي جزعة على حياة أبنها جددت نذرها مُقدمة حياتها عوض ولدها فأستجابها الله و شُفيَ الشاب من مرضه بعد أن أصُيبت أمه بالداء نفسه . وبعد أيام قلائل غادرت هذه الحياة ضحية لحنوها وتفاديها . فحقاً قيل ان قلب الأم هو أعجوبة صنع الله .

إكرام

إقصُد ان تحتفل غداً بعيد مار يوسف البتول بصلوات حارة وبتناول صالح و بالتصدق على الفقراء إكراماً لمار يوسف البتول وبتخصيص ذاتك لخدمته ونشر عبادته .

صلاة

أيتها العائلة المقدسة يا عائلة الناصرة الجليلة، إسهري على العائلات المسيحية وأبعدي عنها كل ضرر و أذى ،إحرسي عائلتي و إجعليها على مثالك ان تعيش مرتبطة بربط الحب والاحترام المتبادلة .اجعلي ان يكون أفراد الاسر متحداً بعضها ببعض على حب المسيح وان لا ينفصل بعضها عن بعض لا في الدنيا و لا في الآخرة حيث يجتمعون ليسبحٌوا الله ويشكروه على نعمه الى أبد الآبدين آمين .

اليوم التاسع عشر 

القديس يوسف البتول تعزية المبتلين

لا مراء ان اضطهاد ابليس والشهوات النفسية، التي يسميها الآباء الروحيون تجارب، هي اصعب من الاضطهاد الخارجي، وقد طوب الرب المجربين، مثل المضطهدين والفقراء، فقال بلسان يعقوب الرسول طوبى للرجل الذي يصبر على التجربة، لأنه اذا زكي ينال إكليل الحياة الذي به يجازي الله الذين يحبونه.
ان القديس يوسف البتول قد تجرب مثل سائر خدام الله الأتقياء، واحتمل التجربة بصبر ولا غرابة في تجربته مع سمو قداسته، لأن ابن الله ذاته سمح لابليس ان يجربه ثلاث مرات في البرية، لقد تجرب هذا البطريرك الجليل تجربة صعبة جداً وذلك عندما رأى خطيبته في حالة مربية، وهو يجهل السر العجيب، فصمم بعد إعمال الفكرة على الهرب، محافظة على كرامتها، بيد ان ملاك الرب ظهر له في الحلم، واعاد اليه سكينته بكلمة واحدة، وعزاه بقوله له انه سيكون اباً لإبن الله)
وأخبره عن الاسم الذي عليه ان يدعوه به، فهكذا يعزي الله خائفيه عندما يسمح بتجربتهم، تمحيصاً لايمانهم وزيادة لاجرهم، فالله أمين، لا يسمح بأن يتجرب احد فوق طاقته، بل قبل ان يسمح بالتجربة، يرسل القوة والنعمة الضرورية الى المتجربين، كي يتحملوا تجربتهم بالصبر، ويكتسبوا زيادة الثواب. 
فيا أيتها النفوس الحزينة من جراء الحرب الداخلية التي تخوضين غمارها، ويا أيتها القلوب القلقة والمضطربة، لا تجزعي ولا تخشي هذه المعارك مهما ظهرت شديدة، عنيفة، لأن الله ناظر اليك كيف تحاربين، وهو يجزيك قدر ما تستحقين، ويمدك في ذا الوقت المناسب بالعضد والقوة، ليتسنى لك مقاومة اعدائك، وتخرجي من المعارك التي تخوضينها ظافرة، غانمة، واعلمي ان ساعة واحدة في التجربة تنيلك غالباً جزاءً أوفر مما لو بقيتِ سنة كاملة ساكنة، مطمئنة، فإن الجندي يكتسب وسام الشرف في ساحة الحرب، لا باستراحته في المعسكر، وهكذا يشاء الله أن بنيلك بالتجربة ما لا تحصلين عليه بالطمأنينة والهدوء. 
فيا أيها القديس يوسف البتول، أنظر من علو السماء إلى الانفس المجربة، وامنحها ان تكون شديدة الثقة بإيمانها بمواعيد الله، لتثبت راسخة القدم فوق امواج التجارب المتراكمة عليها.

خبر

اخبر الاب يواكيم عن ميته احد الشرفاء، وكان شاهداً عياناً، على ذلك، بأن هذا الرجل كان متعبداً للقديس يوسف البتول، وان ساعات حياته الأخيرة كانت حسب روح الرب، ففي مدة مرضه الاخير الذي دام سنتين، قاسى اشد الآلام دون أدنى تذمر او تمرمر، واذ عرف بدنو اجله، واستدعى معرفه، فأعلمه الاب بقرب عيد مار يوسف البتول شفيعه وتمنى له بأن يبقى حياً ليعيد هذا العيد، فأجابه المريض ( لتكن ارادة الله، يا ابتِ لا ارادتي ولا ارادة عائلتي، انما أسأل الله ان يسعدني بتناول القربان ذلك النهار السعيد للمرة الأخيرة)، وكان يقول ذلك برجاء عظيم، مع ان حياته كانت تلاشت، وكان باقياً تسعه ايام لعيد مار يوسف البتول، ومع ذلك، قد نال ما تمناه رغم إنذارات الأطباء، فليلة العيد، دعا أفراد العائلة، فركعوا حول سريره، فباركهم. والساعة الثانية بعد نصف الليل، ناوله الكاهن القربان المقدس، والساعة التاسعة من نهار العيد فارق هذه الحياة بكل سلام وسكينة، تاركاً مثالاً صالحاً للمؤمنين بحسن سيرته وبرجائه العظيم بشفيعه القديس يوسف البتول.

اكرام

احتمل آلامك وتجاربك بصبر، متذكرًا ما احتمله القديس يوسف البتول

نافذة

يا مار يوسف البتول تعزية المبتلين، صل لاجلنا

الیوم العشرون

القديس يوسف البتول تعزية المخذولین

لا ريب ان تلويث الصیت واختلاق التهمات الباطلة يحاكیان اشواكاً حادة تدمي قلب الانسان، كثیراً ما يكون الموت الادبي امر من الموت الطبیعي، اذ لاشيء يحزن القلب مثل فقدان السمعة الطیبة، وقلة الاعتبار، ونظرة الاحتقار وعدم الاكتراث.
وھذا الامر يكون غالباً الجزاء الذي يجازي به العالم خدام، وقد جوزيّ به السید المسیح نفسه، ألم يُرّ مهاناً من قبل خاصته، وقد اتى لأجلهم؟ اولم يتلق الجحود، حتى من الذين صنع معهم الخیر؟ لیت شعري، اي عار اكبر من ان يعامل الشريف معاملة لص، بل من يفضل اللص علیه؟ ھكذا عاملالعالم ملك المجد الذي تأنس، تاركاً عرشه وكرامته، لأجل خلاص البشر، فانهم لم يقتصروا على احتقاره واھانته، بل آثروا علیه لصاً سفاحاً، عندماطلبوا من بیلاطس ان يطلق باراباس بدلاً من المسیح البار.
وقد تجرع القديس يوسف البتول ھذه الكأس العلقمیة من الذل والهوان حتى الثمالة، وعلیه فیمكن للمتهمین والمرذولین ان يتخذوه قدوة وتعزية لهم،فانظروا الیه ايها المتهمون في لیلة میلاد الطفل العجیب وھو يطوف شوارع بیت لحم يقرع الأبواب، طالباً مأوى لعروسه التي كانت تعاني آلامالمخاض، كثیرون من سكان تلك المدينة كانوا من اھله ومعارفه، بید انهم سدوا آذانهم عن تلبیه ندائه، ورفضوا طلبه، فاضطر ان يذھب إلى مغارةالحیوانات، تصوروا ما اعمق احزانه، وما امر تحسراته عندما يعاين كل الأبواب مقفلة في وجهه، حتى ابواب المنازل والفنادق التي كان يأوي الیها كلغريب، تأملوا كیف احمرّ وجهه خجلاً وحیاء، لما شاھد غبار السفر الطويل وثیابه البسیطة تجعل الناس، حتى اقاربه يتناسون شرف اصله، وھو من
نسل داود ويخیبون طلبه.
لعمري، ان ھذا الانخذال الذي الّم به قد احزنه اكثر من حالته الفقرية، لأنه كان يحتاج انذاك إلى الأكل والشرب ولوازم الطفل الإلهي، على انه بقي
وطید الايمان ثابت القلب.
فیا ايها الشیخ المبارك، انت تعرف حق المعرفة الحسرات والاحزان التي تلم برجل شريف الاصل حمید المزايا قد جاز علیه الدھر، وحلت به صروفالمحن، فاستمد له من نعمة، لیقابل ھذه البلايا كما يجب، حاسباً إياھا مرسلة من لدن، وأسأل للمتهمین والمرذولین بدلاً من اھانة العالم،السعادة الحقیقیة، كي تتحول محنهم إلى سعف نخل واكلّة مجد.

خبر

كان احد الشبان رئیس فرقة من المشاة في الجیش، وكان يرغب كثیراً ان يصیر قائداً، ولكن عند الامتحان ظهرت عدم كفاءته، اذ لم ينل العلاماتالمطلوبة، فعاد خائباً، مخذولاً، قاصداً عدم التقدم مرة ثانیة إلى الامتحان. ولكن لحسن حظه كان له شقیقة راھبة تقیة، فاضلة، فلما علمت بفشل شقیقها وقنوطه، كتبت الیه وارسلت له ضمن الكتابة ايقونة القديس يوسف البتول، وشجعته على ان يضعها في عنقه، مؤكدة له بأنه يفوز بغايته بواسطةھذا القديس، فعمل الشاب بمشورة شقیقته، وعاد إلى تقديم الامتحان وما كان اعظم سرورھا، اذ رأته لیس فقط فائزاً بامتحانه، بل متفوقاً علىجمیع أقرانه.

اكرام

قدم دروسك اكراما للقديس يوسف البتول، وضع ذاتك تحت حمايته.

نافذة

يا مار يوسف البتول، تعزية المخذولین صل لاجلنا

اليوم الحادي والعشرون 

القديس يوسف البتول عزاء المرضى

ان الجسد الضعيف هو مدعاة للاحزان ومتاعب الروح، واعظم بلية على المرء في هذه الدنيا، ان يكون عليلاً، مريضاً اذ يعدم كل لذة، ويفقد كل حماس وفرح، ومن النادر وجود البشر الخالين من كل مرض، ومتى كان هذا الإناء الخزفي معرضاً لمئات الأمراض، فالنفس تكون ابداً حزينة، قلقة، مضطربة، وهدفاً لسهام الضجر والملل، وأحياناً اذا لم تكن راسخة بالفضيلة، تتوصل إلى الانتحار بحجة اليأس من الحياة، وعليه، يا من تسمع هذا التأمل، اعلم انك ستصاب يوماً بمرض، وسوف تتململ على فراشك من شدة الألم، وتعرف حينئذ ما اشد وطأة يد الرب الذي يفتقدك بواسطة الداء، وتشعر انك تحتاج الى تعزية روحية، لأن التعزية البشرية ليست بكافية، لتجعلك تستحمل ألمك بصبر وتسليم تام إلى إرادة الله، فإلى من تلتجئ ساعتئذ، واثقاً انه يبادر إلى نجدتك، إلا الى القديس يوسف البتول؟ فإنك اذا علقت صورته فوق سريرك، ورفعت الحاظك، نحوه مستغيثاً، مستنجداً، تشعر بنور سماوي يحل عليك ويفعمك بهجة وطمأنينة، لأن هيئة ذلك الشيخ الوقور البشوش تزيل عنك كل هم، وتبدد عنك كل عبوس وكآبة.
تذكر أيها المسيحي، ان كل المرضى، حتى الذين ليسوا على شيء من التقوى، يتمسكون بالتعبد لهذا الشيخ المبجل، وقل من خاب امله، ولم ينل بشفاعته التعزية المطلوبة.

فيا ايها القديس المعظم، ستراني يوماً بحالة تستدعي الالتفات والشفقة، لهذا ادعوك منذ الآن واملي وطيد بك لا تضن علي بالنجدة والمعونة.
أرجوك ان ترسل إلى فراشي، في ايام السوء وليالي الضنك، حينما اعدم كل سلوى بشرية حتى من أقرب الأقرباء واعز الأصدقاء، أنوار تعزياتك السماوية فتتشفع بواسطتها عن نفسي الغيوم السود المخيمة عليها، وتوليني نعمة العزاء والرجاء. اغرس منذ الان في قلبي بغض العالم ومحبة السماء، وحبب الي حمل الصليب، حتى عند خروجي من هذا العالم الحافل بالازدراء الاقي ربي المنان فأنسى احزاني وشقائي.
نسألك ايها القديس يوسف البتول المعظم، تعزية المرضى وعضد المساكين، ان لا تنساهم، ولا تتغاضى عنهم، خصوصاً عند ساعتهم الأخيرة.

خبر

اصيبت ماريا تريزيا من راهبات القديسة مريم، بمرض عضال قاست بسببه اوجاعاً مبرحة، مدة عشر سنوات، وأخيراً، حصل لها اشتراكات بأمراض مختلفة، انتهى كل ذلك بشلل في كل اعضائها، وخلاصة القول انها شهيدة الأوجاع، أخيراً بلغ مسامعها خبر أعجوبة باهرة بواسطة القديس يوسف البتول في البندقية، فعزمت ان تلتجئ إلى هذا الشفيع القدير، وعملت مع بعض رفيقاتها تساعية سبعة اسرار فرح وحزن مار يوسف البتول، وفي اليوم الثالث من التساعيّة، حدث لها نوبة قوية افقدتها الرشد، وبقيت نحواً من ربع ساعة غائبة عن الحس بالكلية، ولما افاقت، توسلت بدموع إلى اخواتها ان يرسلوا وياتوها بقطعة من ثوب شخص مار يوسف البتول في البندقية، وعندما وضعتها في عنقها، شعرت بقوةٍ، تحركها من جهة الى اخرى، ولم تعد تشعر بوجع، وسمعت صوتاً يقول لها قومي فقد شفيتِ، ويا لشدة دهشتها وعظم سرورها، عندما قامت تمشي وتركض من جهة إلى أخرى، كأنها لم تكن مريضة، تترنم بمدح القديس يوسف البتول، وتقص على السامعين خبر الأعجوبة.

اكرام

احتمل اوجاعك بصبر، ملتجئاً إلى القديس يوسف البتول، عندما يستولي عليك الضجر

نافذة

يا مار يوسف البتول، تعزية المرضى، صل لاجلنا

اليوم الثاني والعشرون 

القديس يوسف البتول تعزية المنازعين

من الطبيعي ان الأمراض سوف تستنزف يوماً كل قوانا الطبيعية، ولابد لنا من ان نسمع، ونحن على فراش الموت، هذا الكلام :(ان المريض قد عز شقاؤه، ولم يبق من امل بحياته). فيتحول عندئذ المرض الى نزاع، ويمسي المريض منازعاً، وتكون دقائقه الاخيرة حرباً هائلة، لأن لفظة نزاع تعني حرباً، ولعمري، ان مفارقة النفس للجسد لمن اشد الحروب واهولها، لان الجسد يحارب، بكل قواه الآلام التي تنتابه، والنفس تحارب العدو الجهنمي الذي ييذل قصارى جهده لإهلاكها، ويمسي المنازع المسكين غير أمين لا من جهة العالم الذي تندك اساسات رجائه به في تلك الساعة، ولا من جهة الأبدية التي يجهل نصيبه منها كل الجهل.
ويرى ذاته محتاجاً، اكثر من اي وقت آخر، الى من يمد اليه ساعده، ويقوي رجاءه، ويكون له معزياً في تلك الشدة التي يهاجمه بها الموت، ولا يجد انئذٍ إلا الكنيسة واسرارها وغفراناتها، والاتقياء الذين يرفعون صلواتهم وابتهالاتهم لأجله، والقديس يوسف البتول وشفاعته غير مردودة، في تلك المعركة الهائلة. 
ان القديس يوسف البتول هو المحامي الخصوصي عن المنازعين، لأن الحظ اسعده ان يرى عياناً قرب فراشه، ساعة موته، سيدتنا مريم العذراء يدها الناعمة لتعطيه قليلاً من الماء، وكم كانت عذبة تلك النظرات الأخيرة التي ألقاها القديس يوسف البتول على يسوع! وكم كانت لذيذة ألفاظ التشجيع التي استحقها من فمه الإلهي. 
اه أنى لنا ان تكون ساعاتنا الأخيرة مثل ساعاتك الأخيرة، ايها القديس يوسف البتول! فتعال مع مريم خطيبتك والطفل يسوع، وحلوا مرارة نفسي بنور مراكم، وعذوبة الفاظكم، وتسلموا روحي جزاء عبادتي لكم في هذه الدنيا.
أيها القديس يوسف البتول، شفيع المنازعين وتعزيتهم، اعضد وعز نفس عبدك الامين في ساعته الأخيرة، حين تحيق به الشدائد، ويكون في تلك الساعة بأمس الحاجة إلى مساعدتك العلوية.

خبر

ان العابد كسبار دي بونا من الأخوة الاصاغر كان ذا عبادة بنوية حارة نحو العذراء وخطيبها القديس يوسف البتول، وكان يتكلم عنهما ويعمل لأجل ازدياد مجدهما، وظهرت عليه هذه العلامات باستدعائه الدائم مريم ويسوع ويوسف البتول في كل عمل، فلم يكن يكتب او يتحدث الا بهذه الأسماء يسوع ومريم ويوسف البتول، خصوصاً عند ساعة موته، متيقناً ان كل نعمة تأتيه من أسماء الثالوث الارضي، اي يسوع ومريم ويوسف البتول. و اوصى بأنه عند احتضاره، لا يتلى لأجله إلا هذه النافذة يسوع ومريم ويوسف البتول)، وقد نال هذه النعمة، وهي ان اخر كلمة لفظها كانت (يسوع ومريم ويوسف البتول). واسلم الروح.

اكرام

كرر في يومك هذه الأسماء الثلاثة عدة مرات، طالباً نعمة الميتة الصالحة.

نافذة

يا مار يوسف البتول، تعزية المنازعين، تضرّع لأجلنا.

اليوم الثالث والعشرون

تامل في القديس يوسف البتول شفيع الكنيسة المقدسة

قال احد الملافنة ليس الله ابا لمن ليست الكنيسة امه فان كنا ابناء الله فنحن اذن ابناء الكنيسة ومن حيث هذا اللقب المجيد يترتب علينا ان نحب الكنيسة محبة بنوية فنحترمها ونطيعها وندافع عن شرفها كثيرون من الكاثوليوك لا يبالون بهذا الواجب المقدس ولا يلتفتون اليه وهم ملتزمون به دائما سيما في الظروف الحرجة التي تنتاب الكنيسة فتعيقها عن رسالتها المقدسة ان الكنيسة مازالت عرضة لسهام العدو الجهنمي الذي الذي لا ينفك يحاربها بشتي الاساليب فهي اذن دائما بحاجة ماسة الى العون الالهي لتنال الغلبة على اعدائها المنظورين وتقود سفينتها سالمة الى ميناء الخلاص ما بين زوابع الاهواء البشرية والشيطانية فمن الواجب على ابنائها البررة ان يستعينوا بمار يوسف البتول في هذا الشهر المبارك ويتوسلوا اليه ان يسهر عليها ويحاميها ويقيها شر اعدائها وينيلها الغلبة على مقاوميها بواعث عديدة تضطر القديس يوسف البتول الى محاكاة الكنيسة اليس هو خطيب مريم والاب المربي لابن الله المتجسد اليس هو الوكيل على جميع حاجاتها اما كان محامي العائلة المقدسة وسندها والحال ان الكنيسة هي ايضا عائلة الله هي صورة عائلة الناصرة ووارثتها على مر الاجيال فباالعماذ يصبح ابناء البشر ابناء الله وورثته بل اخوة المسيح وشركاء ميراثه وبهذا التبني المملوء رحمة ينتسبون الى عائلة الله تلك العائلة التي قوامها في الناصرة كان من ثلاثة اعضاء وقت تمت بحقها مواعيد الله لابراهيم فاضحت عديدة كنجوم السماء وهي الان الجماعة المنتشرة في اربعة اقطار العالم والمعروفة باسم كنيسة يسوع المسيح وكما كان القديس يوسف البتول محامي العائلة المقدسة وسندها كذلك يكون مع كنيسة المسيح وارثة عائلتة الخاصة في اسمها وسعيها وغايتها واليه ترفع الكنيسة عينيها وقت ضيقها ومنه تنتظر العون على اعدائها والخلاص من مكايد هيرودس الجهنمي تلك كانت رسالته على الارض وقد قام بها احسن قيام وما زالت كذلك رسالتة في السماء حيث القابه المجيدة لم تبطل بل صارت اكثر اتساعاً باتساع الكنيسة عروس المسيح واعضاء جسدة المقدس ياللرجاء الوطيد يا للتعزية الكبرى لنا وللكنيسة الكاثوليكية جمعاء ان كان يوسف البتول معنا فمن علينا ومذا تخشي الكنيسة اذ كان يوسف البتول حصنها المنيع واية نعمة لا تنال اذ كان هو شفيعها فالذي قد خطف يسوع من مخاليب هيرودس وهو اعزل الا يمكنه ان يخلص الكنيسة من سخط اعدائها الالداء وهو كلي القدرة والذي صب بلسم التعزية على قلب يسوع ومريم في احزانهما وسد كل حاجاتهما بينما كان فريسة الاوجاع والفاقة هل لا يمكنة ان يسلي الكنيسة وقد ملك ملء الافراح ويسد عوزها وهو الموتمن على كنوز السماء اما هو ابو يسوع المسيح ملك السماء وخطيب العذراء مريم ملكة المنتخبين اذاً ليس اقدر منه على قلبيهما ولا حد لشفاعته كما لاحت لقدرة يسوع ومريم ويا للثقة العضمة ويا للحظ السعيد فلنضاعفن رجائنا بهذا الشفيع و لنلتجئن اليه بصلوات حارة فردية وجمهورية ولنثق تمام الثقة بان كما كان نصير العائلة المقدسة وسندها المكين في الملمات هكذا كان وسيبقا دائما نصير عائلة يسوع الكبرى اعني بها الكنيسة في خطوبها وحصنها الحصين في اخطارها الروحية والجسدية فلنرفع قلوبنا وايدينا الى هذا الشفيع المشفع ولنعتقد باننا سنشعر بمفعول شفاعته على حد ما نكون قد ندبنا بثقة وطيدة وايمان حار.

خبر

كتب احد كهنة مقاطعة فاندي سنة 1871 ما يلي :- ان ابانا المكرم مار يوسف البتول العظيم ما زال محبوبا ومكرما في خورنتي سيما منذ ان اعلنة قداسة الحبر الاعظم شفيعا عاما للكنيسة فان الحوادث المحزنة قد جرت في الحرب السبعينية قد ضاعفت العبادة له فكل اهل القرية وضعوا اولادهم المحاربين تحت حمايتة فكم من قداديس على مذبحة وكم من صلوات صعدت على عرشة فلم يخيب هذا الاب الحنون ثقة رعيتي لان كل الشباب الذين ذهبوا الى ميدان الحرب رجعوا منه سالمين على حين القرى المجاورة فقدت عدداً كبيراً من اولادها فجميع اهل قريتي بلسان واحد قد نسبوا هذة الاعجوبة الى حماية القديس يوسف البتول فالمجد والحمد والشكران لهذا الشفيع القدير.

اكرام

صل لانتصار الكنيسة المقدسة واطلب من القديس يوسف البتول ان يساعد جميع احبارها في ضيقاتهم

صلاة

ان قدرتك وجودتك يا مار يوسف البتول تشجعان وتملئان تعزية لذلك التجى اليك يا احن الاباء بثقة بنوية لا مزيد عليها فاحرسني وصن الكنيسة عائلتك من هجومات اعدائها اسهر على رئيسها الحبر الاعظم وسائر رعاتها الغير لكي على مثالك وبمعونتك يسوسوا اعضاء كنيسة المسيح ويقودها الى حياة الابدية امين

اليوم الرابع والعشرون

القديس يوسف البتول تعزية النفوس المطهرية

اذا كان القديس يوسف البتول تعزية الأحياء ومحلي مرارة الحزانى، فمن باب أولى هو أيضا مساعد ومعزي تلك النفوس التي فارقت هذه الحياة وامست سجينة المطهر. 
نعم، ان هذا القديس هو أكبر محامٍ عن النفوس المطهرية، لأن نفسه البارة يتركها هذا الجسد بين ذراعي مريم ويسوع، لم تذهب تواً الى السماء، بل ذهبت إلى حيث كانت نفوس الآباء والابرار منتظرة الانعتاق من هذا السجن، بواسطة المخلص، يوم قيامته المجيدة، اذ حطم امخال الجحيم، وكسر شوكة الموت، وانقذ تلك النفوس من سجنها، وعليه فكيف لا يكون هذا القديس شفوقاً رحيماً على تلك النفوس التي تنتظر خلاصها، كما كان هو ينتظر و تتنهد مشتاقة إلى مشاهدة ربها وباريها، كما كان يتشوق للحصول على تلك السعادة. 
فما اجدر بالمؤمنين المتعبدين للقديس يوسف البتول والراغبين في خلاص النفوس المطهرية ان يقرنوا العبادتين معاً، فعندما يصلون لأجل راحة النفوس في المطهر، يستنجدون بالقديس يوسف البتول، واذ يصلون للقديس المذكور، يتذكرون النفوس المطهرية، ولعمري، ان هذه العبادة لهي من اشد المعزيات لقلوب الحزانى على فقد اهلهم وذويهم ومعارفهم، وهذا ما يجب على المعبدين للقديس يوسف البتول ان يطلبوه منه بحرارة قلب. 
اصيحوا، ايها المسيحيون، سمعاً لصوت تلك النفوس المعذبة في المطهر تسمعوها تنادينا مستغيثة قائلة ” اباءنا اخوتنا واخواتنا واحباءنا وكل من قطع سيف الموت حبل الوصال بيننا وبينهم، اننا نكل اليكم امر نجاتنا من سجننا هذا، ونرجوا ان تطلبوه لنا ليل نهار بواسطة القديس يوسف البتول”.
فيا ايها القديس المعظم، نستحلفك، بإبنك الحبيب وبخطيبتك الطاهرة، ان تقدم التوسلات لرحمة الله عن هذه النفوس التي في المطهر، وتسعى إلى انقادها بشفاعتك لدى يسوع، امين.

خبر

قد كانت الطوباوية مرغريتا كايتلا من رهبانية القديس عبد الأحد، متعبدة عبادة خصوصية لسر ميلاد سيدنا يسوع المسيح في مغارة بيت لحم، وكانت تعتبر بالخصوص القديس يوسف البتول، مقدرة الخدمات الجزيلة التي قدمها للعائلة في تلك المغارة، وكانت في كل ضيقاتها ومهماتها، تستغيث باسم يسوع ومريم و مار يوسف البتول ، وتحرض الناس في مخاطباتها على الاستغاثة بهذه الأسماء المقدسة، وكانت تصرخ قائلة لهم ( ليتكم تعلمون كم نلت من النعم والمواهب بواسطة استغاثتي بهذه الأسماء) ، الامر الذي حمل رؤساءها ان يكشفوا قلبها بعد موتها. وشد ماكان انذهالهم عندما رأوا في قلبها ثلاثة حجارة ثمينة، على الاول، صورة العذراء وعلى رأسها إكليل من ذهب مرصع بحجارة ثمينة، وعلى الثاني صورة يسوع الطفل بين حيوانين، وعلى الثالث صورة القديس يوسف البتول متشحاً بوشاح من مذهب، وفوق رأسه رسم حمامة بيضاء، وعند قدميه راهبة راكعه متوسلة اليه وهي صورة الراهبة مرغريتا، وقد ذاع خبر هذه الأعجوبة في البلدان المجاورة، ولم تزل هذه الذخائر محفوظة في دير الدومينيكان في كاستيلا، لامعة زاهرة كأنها جديدة، رغم مرور السنين.

اكرام

اتلو ثلاث مرات في هذا اليوم : (يايسوع و مريم و مار يوسف البتول أعينوني)

نافذة

يا مار يوسف البتول، رجاء المتعبدين لك في الحياة وبعد الممات، تضرّع لأجلنا

اليوم الخامس والعشرون 

في حرارة التعبد لمار يوسف البتول

لاشك ايها المؤمن، ان هذه التأملات التي تلوناها على مسمعك، مدة هذا الشهر المبارك، قد أثرت فيك وحركت عواطفك إلى التعبد للقديس يوسف البتول بحرارة ونشاط وثبات. لذلك يجب ان نتأمل خلال هذه الايام الباقية من هذا الشهر بكيفية عبادتنا لهذا الأب المغبوط.
يجب ان يكون تعبدنا حاراً اي ان نبادر سريعاً إلى التمسك بالتعبد للقديس يوسف البتول، دون تسويف ولا مماطلة، وعلينا ان نهدم كل عائق يصدنا عن اتمام هذا الواجب مهما كانت التضحيات، وبالاختصار، يجب ان يكون تعبدنا حاراً، كما نريد ان يكون ونحن على فراش الموت، فإن الحرارة في العبادة هي روحها ومنعشها الداخلي والمحرك الذي يوصلها إلى نيل الأجر وبدون الحرارة لا تستقيم العبادة بتاتاً، اذ تكون كالبناء دون أساس، او كالديانة دون إيمان، او كالجسم دون نفس، ولا تكون والحالة هذه، إلا رياءً وتظاهر. 
فيا ايتها النفس، التي تبغي ان تحب القديس يوسف البتول، كوني متعبدة له حقيقة بالقلب لا بالشفاه، القي اتكالك عليه في شدائدك، لأن الآب الازلي جعله أباً لابنه الوحيد، ويسوع المخلص جعله أبا لجميع المسيحيين، ومحامياً عن كنيسته المقدسة، احبي القديس يوسف البتول، ايتها النفوس، محبتك لأخصائك واصحابك الذين تحبيهم في هذا العالم، احبيه كما تشائين ان يحبك هو.
ايها القديس يوسف البتول المعظم، اننا نحبك هكذا، وسنحبك في مستقبل حياتنا، فاستمد لنا نعمة الثبات في هذه المقاصد الحميدة من الطفل الذي حملته على ذراعيك، واسأله ان يعلمنا ان نحبك محبة احترام واعتبار كما احبك هو.

خبر

يروى عن المكرمة مرغريتا، من جمعية القربان المقدس، التي كانت مضطرمة بمحبة يسوع وقد شرفها بظهوره ولقبها بعروسته، انه كان موضوع تأملها الدائم يسوع ومريم ومار يوسف البتول، وبما ان مار يوسف البتول هو رأس العائلة المقدسة، كانت تأخذ فضائله قدوة لها في عبادة يسوع في القربان المقدس، لتكون أعظم فاعلية، وكانت عبادتها تنمو وتعظم قدر نموها في العمر، وقد انار الله عقلها، حتى انها كانت تجاوب كأعظم لاهوتي على الأسئلة التي تسأل عنها بخصوص ابوه القديس يوسف البتول ليسوع، وما يتعلق بها. وقد كتبت إلى إحدى الراهبات قائلة لها جل ما اتمناه لك ان تكوني قائمة حق القيام بوظيفتك، واستحلفك ان تذكري ان حبيب قلبنا يسوع لم يكن في حانوت النجارة في الناصرة رئيساً، بل مساعداً للقديس يوسف البتول، وانظري إلى اخواتك كما كان ينظر يسوع الى القديس يوسف البتول.

اكرام

اقصد ان تنمو كل يوم في التعبد للقديس يوسف البتول بنشاط وحرارة

نافذة

يا مار يوسف البتول، مثال المحبة الحارة، صل لأجلنا

الیوم السادس والعشرون

في ان تكريم القديس يوسف البتول يجب ان يكون مقروناً بالشكر

ان أقل ما يستطیع فقیر بائس أن يبديه نحو المحسن اإلیه ھو أداء الشكر، وذكر النعم وإذاعة الفضل. ومن أنكر ذلك كان سيء النیة، فاسد القلب، ناكرالجمیل. وعلیه يجب علیك يا نفسي ان تقرني تكريمك للقديس يوسف البتول، بدلائل الشكر والامتنان.
أولاً : يجب أن تشكريه شكراً جزيلاً على ما فعله نحو أمك مريم العذراء خطیبته ونحو إبنها يسوع مخلصك، واعلمي أن كل ما صنعه ھذا القديس المجیدنحو يسوع ومريم فقد صنعه لأجلك بصفة كونك مسیحیة، فالخبز الذي كان يكسبه بعرق جبینه، لیغذي به تلك العائلة المقدسة، والثیاب التي كان يهتمبتقديمها لها، والمجازفة بحیاته مراراً عديدة، لینقذ حیاة المسیح ووالدته من خطر الموت، ونصائحه التي كان يحلي بها مرارة المشقات عنهم ھذهالامور جمیعها يجب علیك ان تحسبیها كأنها صنعت لأجلك، فیسوع لأجل من ولد وتربى وعاش؟ ألیس لأجل خلاصك وخلاص العالم أجمع؟
ثانیاً : علیك يا نفسي أن تشكريه لأجل محاماته عن الكنیسة، ومساعدته لرئیسها قداسة البابا الحبر الأعظم، ولأجل الغیرة التي يضرم سعیرھا في
قلوب المرسلین والمبشرين، والروح الحي الذي يحییه في قلوب الرھبان النساك، روح محبة الصلاة والطلب من الله لأجل خير كل عضو من أعضاءجسد المسیح السري، وبالأخص لأجل إرتداد الخطأة منهم.
ثالثاً : علیك أن تشكريه، يا نفسي، لأجل التعزيات والنعم التي يفعم بها قلوب المتعبدين له والتي قد تكونین اختبرتها بذاتك، إذ كم من الشجاعة أولاك
وقت تجاربك، وكم من التعزيات سكب على قلبك وقت أشجانك! وكم خفف عنك من عناء الأمراض.
تضرع لاجلنا أيها القديس المعظم

فنسألك، اذاً ايها القديس المغبوط، ان تهبنا نعمة التكريم الحار المقرون بروح الشكر، إننا نسدي مزيد شكرنا إلى من أنعم علینا بنعم زمنیة، فكمبالأحرى يجب علینا ان نشكرك شكراً جزيلاً لأنك تمنحنا النعم العلوية، وتسكب على قلوبنا التعزيات السماوية، فتقبل دلیلاً على عرفان جمیلك، صدقتكريمنا ھذا، وصلواتنا الحارة، وكل حركات قلوبنا وتنفسات صدورنا، وامددنا بمعونتك، لنسیر في ھدا العالم المشحون بالتجارب، والحافل بالأخطار،سیراً ثابتاً يؤھلنا إلى الحظوة بالسعادة الأبدية حیث انت تقیم.

خبر

انه لأمر مشهور تكريم القديسة تريزيا الكبیرة للقديس يوسف البتول، حیث أنها كانت تقول : 《لا أذكر أبداً إني طلبت شیئاً من القديس يوسف البتول إلا نلته》، وكانت
ھذه القديسة تجتهد في إذاعة تكريمه عن والديها الفاضلین، واختبرت قوة شفاعته منذ نعومة أظافرھا، فإنها وھي بعد في بیت أبیها، كما تذكرترجمة حیاتها، مرضت مرضاً ثقیلاً كانت تقاسي منه أوجاعاً شديدة، مدة ثلاث سنوات، وقد ذھبت حیل الأطباء سدى، ولم تكن الأدوية تفیدھا شیئاً،فبإلهام إلهي إلتجأت أخیراً إلى القديس يوسف البتول، فشفیت بأعجوبة باھرة مكافأة لها على محبتها الحارة له، وبقیت حیاتها كلها تشكر لهذا القديس عنايتهبها.

إكرام

أتل الصلاة بدؤھا (أذكر أيها القديس) ثلاث مرات في يومك.

نافذة

يا مار يوسف البتول، رجاء المتكلین علیه، تضرع لأجلنا.

اليوم السابع والعشرون

في ان التعبد للقديس يوسف البتول يجب ان يكون بالفعل لا بالقول فقط

ان المحبة التي لا يبرهن عنها بالفعل، بل تقتصر على الكلام، لا تكون محبة حقيقية، لأن العمل على حد قول أوغسطينوس هو برهان المحبة، والمحب الحقيقي يتحمل المشاق، ويضحي لكل نفيس في سبيل محبوبه، ويلتذ لذة عظيمة لما يقاسيه من ضروب العناء إرضاء لمن يحب، وهو لا يظل أبداً عن الحياد عندما يعاين صديقه متضايقاً، يحتاج إلى اسعافه لان هذا ما تتطلبه شريعة المحبة الحقيقيَّة. 
وعليه فإذا كانت العبادة محبة، وهكذا يجب ان تكون، فعليكِ أيتها النفس المسيحية المتعبدة للقديس يوسف البتول ان تحبيه محبة حقيقية، لان عبادتك له لا تقوم بتقديم بعض الصلوات، وتزبين مذابحه، ووضع ازهار امام ايقونته، اجل ان هذه الامور صالحة، مقدسة، مأمور بها، بيد ان العبادة الحقيقية لا تقوم فقط بها، بل تقوم جوهرياً بالمحبة والاقتداء بفضائل من نحب.
فتأمل اذاً ليل نهار بسيرة هذا القديس العظيم، أيتها النفوس، ليمكنك ان تطبعي على لوح قلبك صورة حياته، وتصيري شبيهة به كل الشبه، ادرسي فضائله العديدة واحدة فواحدة، وطابقيها على حالتك ودعوتك، واجعليها قاعدة لسير حياتك، واتخذي هذا القديس لك قائداً وسط ديجور هذا العالم الفاسد، لئلا تعثري وتزل بك القدم، واعلمي ان الابن بقدر مايشبه اباه يكون محبوباً، عزيزاً لديه، مفضلاً على سائر اخوته، لانه يعلم ان ابنه هذا دم من دمه ولحم من لحمه، وهكذا، يسر هذا القديس ويفرح بكِ، يا نفسي، عندما يجد فيك بعض الشبه به، ويضطر إلى الاقرار بأنك ابنة له واخت لإبنه يسوع. 
فيا يوسف البتول البار، اني اعدك بالتعبد لك من الآن فصاعداً، بالفعل لا بالقول فقط، وان ابذل ما بوسعي لاقتفي آثارك، فاستمد لي اذاً من الاله نعمة الثبات في مقصدي هذا، وقوني على وضع ذلك بالعمل.

خبر

يروى عن الأب كوتون من الرهبنة اليسوعية المشهور بفصاحته وبلاغة خطاباته وسمو فضائله، انه قد اشتهر أيضاً بمدح القديس يوسف البتول خصوصاً فقد كان في كل خطاباته يغتنم الفرصة ليعرض بمدح هذا القديس، مطنباً في سمو مقامه وفاعلية مقدرته لدى الله، وبجده واجتهاده تشيد لأول مرة كنيسة في فرنسا على اسم القديس يوسف البتول وتخصصت لمبتدئي الرهبنة اليسوعية في مدينة ليون، لم يكن يفتر قط على ان يظهر محبة الله وعبادته لهذا القديس مربي يسوع في أحاديثه وفي عظاته، فاستحق لذلك نعماً عديدة، خصوصاً هذه النعمة غير الاعتيادية، وهي انه اوحي اليه انه سيموت يوم عيد القديس يوسف البتول، وظهرت له سيدتنا مريم العذراء عند ساعة موته، وقالت له انني آتية لاحضر ساعة موتك مكافأة لك على عبادتك ومحبتك لخطيبي)، وهي لعمر الحق أكبر مكافأة استحقها هذا الاب الفاضل جزاء محبته للقديس يوسف البتول.

اكرام

اجتهد في اذاعة التعبد للقديس يوسف البتول في كل فرصة سانحة.

نافذة

اهلنا لمديحك، ايها القديس يوسف البتول، خطيب مريم البتول

اليوم الثامن والعشرون

في ان التعبد للقديس يوسف البتول يجب ان يكون مقروناً بالغيرة

لا ريب ان التعبد للقديس يوسف البتول هو بمثابة سلاح بيد العابد الحقيقي، يجعله شجاعاً قوياً في الجهاد، وهذا ما تقصده الغيرة التي يليق بأصدقاء القديس يوسف البتول ان يكونوا متصفين بها.
وتكون الغيرة على نوعين :
النوع الأول : ان يسعى العابد جهده في بث محبة القديس يوسف البتول في قلوب إخوانه وأصدقائه. 
والثاني : ان يبذل جهده ليل نهار ليجعل هذه العبادة دواءً ناجعاً لإصلاح ما فسد من العبادات، وارجاع الخطأة الى التوبة، وحفظ الابرار في برارتهم، وعلى الاخص لنيل الميتة الصالحة، وقبول المنازعين الاسرار المقدسة. 
ويساعد على هذه الاعمال التقوية اقامة مذبح خاص للقديس يوسف البتول في الكنيسة المحلية، وتأسيس أخوية تحت حمايته، وإقامة التساعيات علانية، خصوصاً في شهر اذار الذي كرسته الكنيسة لعباده هذا القديس العظيم، وتوزيع ايقوناته على العيال وحضّها على ان تزين بها صدور مجالسها، وحين يزول الخطر، سواء كان بالنفس او بالجسد على المرء أن يسرع إلى الالتجاء إلى القديس يوسف البتول ويطلب الغوث منه بواسطة النذور ام بالوعد بالانضمام الى اخويته، وإصلاح السيرة القديمة بواسطة سر الاعتراف والندم على الماضي، وقد حققت الخبرة ان كثيرين من كهنة الرعايا لم يستطيعوا ان يصلحوا أبناء رعاياهم، ويضرموا حرارة الايمان في قلوبهم، ويحملوهم على استعمال الاسرار المقدسة، وبالاختصار لم يتسن لهم تجديد وجه خورنياتهم الا بواسطة التعبد للقديس يوسف البتول. ولا يفهم من قولنا هذا ان إذاعة هذه العبادة التي هي مجلية للنعم والمواهب بين الناس، مختصة فقط بالكهنة ذوي الغيرة، بل على كل رجل او امرأة ان يذيع هذه العبادة بشرط ان يكون عنده قليل من هذه الغيرة والمحبّة نحو القديس يوسف البتول. 
فيا ايها القديس يوسف البتول المعظم، اننا نريد من كل قلوبنا، ان تكون هذه مساعينا وهذه مقاصدنا الوثيقة التي اتخذناها على عواتقنا، خلال شهرك المبارك، فاستمد لنا النعمة لنتممها بكل دقة ونشاط.

خبر

لقد انعم الله على الراهبة كتلينا، من رهبنة مار اغسطينوس، بنعم وافرة، فقد رأت رؤيا تجلى لها فيها يسوع داخلاً إلى السماء على المنوال التالي : اختطفت بالروح يوم عيد الصعود ورأت موكباً مهيباً يرافق ملك المجد، وفي مقدمة الجميع القديس يوسف البتول، وبعد جلوس يسوع على يمين ابيه السماوي، وجه القديس يوسف البتول خطاباً إلى الٱب الأزلي قائلاً ايها الآب الازلي هناك الوزنة التي ائتمنتني عليها في الارض اني ارجعها اليك مع ارباحها، اعني هذه النفوس العديدة المخلصة بواسطتها)، فأجابه الاب الأزلي ايها العبد الأمين الصالح، كما كنت مدبر بيتي على الارض اريد ان تكون في السماء لا خادماً بسيطاً، بل سيداً، فيلذ لي ان اعطيك سلطاناً عظيماً) عندئذ طلبت كتلينا التي اخذت اسم (يوسف البتولية)، الى القديس يوسف البتول ان ينال لها هذه النعمة، وهي: ان لا تخسر محبته وحرارة العبادة له، فاستجاب طلبها على شرط أن تواظب دائماً على تتميم ارادة الله.

اكرام

اجتهد ان تكتسب النفوس الى الخلاص بواسطة التعبد للقديس يوسف البتول

نافذة

يا مار يوسف البتول الغيور على خلاص الانفس، تضرع لأجلنا

الیوم التاسع والعشرون

في مواصلة تكريم القديس يوسف البتول

لقد خصصت الكنیسة أياماً معلومة من السنة لكثیر من الصلوات، وفرضت على المسیحیین أن يباشروھا في الأيام المعینة لها، أما صلوات القديسيوسف البتول ومريم العذراء والقربان المقدس، فعلى المسیحیین أن يباشروھا دائماً، أجل إن الكنیسة خصصت شهر اذار لتكريم القديس يوسف البتول، بید أنه لايلیق أن تقف صلوات المؤمنین عند ھذا الحد، بل علیهم أن يذكروه في كل أعیاد السیدة والأعیاد السیدية كالمیلاد والختان وغیرھما، لأن للقديس يوسف البتولفي كل من ھذه الأعیاد ذكراً حمیداً يدعونا إلى محبته، ويجذب قلوبنا إلى إستشفاعه، ولما كانت الأعیاد متواصلة، لذا يجب أن تكون صلاتنا متواصلةأيضاً، غیر مكتفین بشهر آذار أو بالاحتفال بیوم عیده، بل يحسن ذكره كل يوم أربعاء من السنة حسبما رسمت الكنیسة المقدسة مؤخراً وأمرت أن يذكرذكراً خاصاً في قداس ذلك الیوم.
ترى ھل من برھان أقوى بعدما ذكرنا على أن الكنیسة المقدسة الملهمة من الروح القدس تريد أن نكون متشفعين لهذا الشفیع المقتدر؟ فإنها قد
إختبرت فعلیاً حسن حمايته.
فیا أيها القديس يوسف البتول المعظم، لقد قارب شهر آذار على الانتهاء فسنودعه، آملین ان نحتفل به في العام القادم، إن شاء الله وبقینا في قید الحیاة،ولكننا لن نودعك أنت لأنك ستكون أبداً حارساً على قلوبنا وسیداً على منازلنا، مع خطیبتك العذراء وإبنك الإلهي يسوع، وھكذا لیظل الإتحاد دائماً بینعائلتك المقدسة وعیالنا: فاشفع فینا، أيها الشفیع الحنون، ولا تسمح بأن تبرد فینا حرارة محبتنا لك! نسألك ذلك بمحبتك لمريم ويسوع.

خبر

يروى أن القديسة تريزيا رأت يوم عید إنتقال السیدة رؤيا، وھي أن أناساً كانوا يلبسونها حلة بیضاء، ولم تعلم من ھم، لكنها بعد ھنیهة عرفت بسرور
لا يوصف ان العذراء والقديس يوسف البتول ھما اللذان وشحاھا بالثوب، مشیرين ببیاض الثوب الى أنها قد تنقت من كل خطیئة، وشعرت بأن العذراء تشیر
إلیها بأن ھذا الثوب ھو جزاء تعبدھا للقديس يوسف البتول، وقالت لها أن كل ما ترينه ضرورياً من لوازم الدير اطلبیه فتنالیه، وعربوناً لذلك علقت معالقديّس يوسف البتول في عنقها عقداً من حجارة كريمة، وتواريا صحبة جوقة الملائكة إلى السماء.

اكرام

كرس نفسك إلى القديس يوسف البتول حیاتك كلها.

نافذة

يا مار يوسف البتول، شفیع الثبات في البر، تضرّع لأجلنا

الیوم الثلاثون

في أن التعبد للقديس يوسف البتول يجب أن يكون مقروناً بحسن الثقة

أيتها النفس المسیحیة، إنك لا تكونین حقاً محبة للقديس يوسف البتول ما لم تظهري كمال رجائك وشدة ثقتك به، شأن الإبن المحب نحو أبیه، فأقبلي إذاً نحوھذا القديس المغبوط في كل ساعة من حیاتك، ولا سیما ساعة الموت، وكوني وطیدة الرجاء كبیرة الأمل بأنه يستمع الیك ويهبك مطلوبك، ولنفرضإنك لم تحصلي على مطلوبك الزمني، فلا تحزني ولا تقنطي، بل ثقي بأن ذلك لخیرك الروحي، لأن الإبن قد يطلب أحیاناً عن جهل أشیاء تضر بمصلحتهام بصحته، فیمنعها عنه حرصاً على خیره، ويكون ھذا المنع أكبر برھان على محبته له وزيادة إعتنائه به.
أيتها النفس المسیحیة، كما يطرح الولد الصغیر ذاته بین ذراعي أبیه مسلماً إلیه قیادته، لیذھب به إلى حیث شاء واضعاً إتكاله على عنايته، واثقاًبمحبته، ويرقد مطمئن البال، عالماً ان أباه يسهر على راحته ورفاھیته، ھكذا إطرحي أنت أيضاً نفسك بین ذراعي القديس يوسف البتول، أبیك الروحي،وكوني واثقة به متكلة على قدرته، واعلمي أنه إذا كان للأولاد ثقة تامة بآباء الأجساد، فمن باب أولى يجب أن يكون لك ثقة أتم بالأب الروحي،وأظهري له إنعطافك ومحبتك وتسلیمك إلیه زمام أمورك في أرض الشقاء.
ترى لماذا لا نسلم إلى القديس يوسف البتول زمام قیادتنا؟ فإن كنا نشك بمقدرته، فهو أقدر الجمیع لدى يسوع بعد سیدتنا مريم العذراء وأقرب الجمیع منالعرش، ھل نرتاب بمحبته وحنانه؟ إنه يحبنا حباً عظیماً وله أعطیت حماية الكنیسة وأبناءھا دون سواه، وقد أكدت القديسة تريزيا أنها لم تطلب شیئاًبشفاعة القدّيس يوسف البتول إلا نالته، ھذه ھي إذن وظیفة القديس يوسف البتول، وبهذه الثقة يجب أن يكون تعبدنا له.

أيها القديس المعظم، لم نسمع ابداً ان احداً التجاء الیك وعاد خائباً، فلذا نسألك أن ترسخ في قلبنا روح الثقة التامة بك، واستجبنا أيها الشفیع القديرحینما ندعوك ولا سیما ساعة موتنا.

خبر

إن الأب أنطون نتالي، من الرھبنة الیسوعیة كان ذا حرارة زائدة في محبة الخلوة الروحیة، وحكم بأن الحصول على ھذه الموھبة يقتضي محبة وتكريم
لمربي يسوع، لذلك وجه كل مواھبه الطبیعیة في مواعظه إلى تحريض الشعب على التكريم له، وعزم على نشر فضائله، لكن لسوء الحظ عاجله الحظ
قبل إنجاز ھذا القصد.
وفي رسالاته في بلاد صقیلة كان يحمل الجمیع على تكريم القديس يوسف البتول. وقد ألف صلاة للقديس يوسف البتول يتلوھا مثل مسبحة، وشد ما كان أسفهعندما اضاعها، وبعد ان بذل المجهود في أن يجدھا، رجع إلى استشفاع شفیعه العظیم، ففي أحد الايام عندما كان يشكر بعد القداس تقدم إلیه ولدصغیر ھیئته ھیئة ملاك وقدم له المسبحة المفقودة، وغاب عنه، فقد يكون ھذا الطفل ھو يسوع بالذات قدم له تلك المسبحة جزاء تكريمه لأبیه يوسف البتول،من يعلم!

اكرام

أتل المسبحة إكراماً للقديس يوسف البتول شكراً على النعم التي نلتها بشفاعته.

نافذة

يا مار يوسف البتول، خازن النعم تضرع لاجلنا

الیوم الحادي والثلاثون

في أن تكريم القديس يوسف البتول يلزم أن يرافقنا مدى الحیاة

إن تكريمنا للقديس يوسف البتول يلزم أن لا يفارقنا حتى آخر نفس من حیاتنا، ويجب أن تكون محبته طابعة تدل على صدق إختصاصنا به، ختاماً لهذا الشهر المبارك، وكما
أن أھل العالم لا يحفلون كثیراً بالمحبة الوقتیة، السطحیة، التي تتطلبها ظروف الأحوال بل التي تكون وثیقة العرى، لا يتغلب علیها كرور الأيام ولا تقلبات
الأحوال ولا بُعد المكان وإبتعاد الأصدقاء، ھكذا يجب أن تكون المحبة الروحیة دائمة، بالنسبة إلى الحیاة الخالدة، فیجب علینا والحالة ھذه، ألا نكتفي بالصلاة
أسبوع أو شهر أو سنة، بل يجب أن نواظب على الصلاة طوال الحیاة كلها، لنظل أصدقاء مدى الأبدية .
إن الصلاة للقديس يوسف البتول يناسب جمیع أطوار الحیاة، فمن الصبوة، ألطف أيام العمر وأشدھا عرضة للأخطار، لیس لها معین إلا ھذا الشیخ الجلیل الذي عرفبمیله إلى الأحداث، بما بذله من العناية بالطفل وسعیه المتواصل إلى تقديم اللوازم الضرورية له، وإبعاده الخطر عن حیاته الثمینة.
وسن الرجولیة تتطلب حماية ھذا القديس، لیعرف البشر جمیعاً كیف يعیشون مع نسائهم بالمحبة والإكرام والإخلاص ، كما عاش القديس يوسف البتول مع خطیبته مريمالعذراء ولیتعلموا كیف يربون أولادھم الذين يهبهم إياھم الله ويكل إلیهم أمر الإعتناء بهم جسدياً وروحیّاً، كما وكل تعالى إلى القديس يوسف البتول أمر الإعتناء بیسوعإبنه.
وعندما نبلغ سن الشیب نكون بحاله تضطرنا إلى شفاعة ھذا الشیخ المغبوط، لیكون مساعداً لنا فنتحمل وطأة الأيام وعبء الشیخوخة، ولا شك أن تذكرنا به
ينعش أفئدتنا، ويخفف أحزان ھرمنا، ويجعلنا نتحمل بصبر كل الطوارئ كي نحصل أخیراً على الجزاء المعد لنا اي المیتة الصالحة، عربون السعادة الخالدة.

فیا أيها القديس يوسف البتول المعظم، يا من أتخذتك لي أباً ومحامیاً ومثالاً، يا من جعلتك موضوع رجائي وإتكالي إلى جمیع أطوار حیاتي، أرجوك ان تمد لي يدالمعونة في كل طور منها، وھبني النعمة اللازمة كما ترى ذلك مناسبا لخلاص نفسي، ھذا ما أطلبه منك في نهاية الشهر الذي خصصته لخدمتك، إمتثالاً لأمرأمي الكنیسة المقدسة، من الله العلي بواسطة عظم اقتدارك لديه ولتكن حیاتي مكرسة أبداً لخدمتك لأنال بعد ذلك الحظ السعید، وھو أن أسلم روحي بین يديك
وأيدي يسوع ومريم، وأحظى بالسعادة الأبدية، آمین.

خبر

إن المكرمة حنة الراھبة الكرملیة كانت أشبه بالقديسة تريزيا في تكريمها للقديس يوسف البتول، فلما كانت في نزاعها الأخیر، والراھبات إخواتها يحدقن بسريرھا، رأينموكباً سماوياً حضر لیصحب نفسها البارة إلى السماء، وكان في ھذا الموكب المجید القديس يوسف البتول والقديسة تريزيا، أما ھي فلما شاھدت ھذا المشهد،
أشارت نحو الحاضرين أن يتهیبوا حضور الموكب، وھكذا لفظت أنفاسها في علامات الفرح والسلام، وقد كانت إحدى الراھبات في دير آخر بعید عن ذلك الدير،
تتوسل إلى الله لیطیل حیاة الراھبة، فرأت نفسها صاعدة إلى السماء ما بین القديس يوسف البتول والقديسة تريزيا.

اكرام

واظب على تكريم القديس يوسف البتول بأمانة إلى النفس الأخیر.

نافذة

يا مار يوسف البتول، شفیع المیتة الصالحة، تضرّع لأجلنا